ظلت سيناء.. أرض الفيروز.. ولعقود طويلة في حالة عزلة عن باقي أجزاء الوطن مصر. بدأت عملية انفصالها عن أرض الوطن بعد إنشاء قناة السويس التاريخية لعبور السفن بين البحر المتوسط والبحر الأحمر. لم يكن من سبيل لاستمرار التواصل والتلاحم بين شاطئي القناة منذ ذلك الوقت سوي العّبارات وأحد الكباري المعلقة. استمرت عزلة هذا الجزء الغالي من أرض الوطن إلي أن تم إقامة نفق الشهيد أحمدحمدي عند مدينة السويس. هذا النفق أقيم إبان رئاسة الرئيس الراحل محمد أنور السادات. جري ذلك بعد اعادة فتح قناة السويس في بداية رئاسة الرئيس الراحل محمد أنور السادات. تمكن بعد ذلك من استعادة كرامة مصر ومسح عار هزيمة 1967 بانتصار أكتوبر 1973 وبالتالي تحرير سيناء من الاحتلال الاسرائيلي. بالطبع.. فإن قلة وسائل العبور المتاحة إلي سيناء كانت تمثل أزمة استراتيجية واقتصادية واجتماعية.. ظل الحال علي هذا الوضع إلي أن جاءت ثورة 30 يونيو 2013. كان إحدي ركائزها تحقيق حلم توافر وسائل ربط سيناء بأرض الوطن. في هذا الشأن تم التخطيط لإنشاء أربعة أنفاق جديدة وكذلك كباري علوية.. لانتهاء من إقامة هذه المشروعات العملاقة كان ايذانا بإنهاء العزلة السيناوية وفتح الأبواب علي مصراعيها أمام قوافل التعمير والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية. بهذه المناسبة وفي يوم الأحد »أمس الأول» كان موعد الرئيس السيسي لافتتاح العديد من المشروعات العملاقة لصالح منطقة القناة وسيناء. كانت أنفاق سيناء وكباريها المعلقة ضمن هذه المشروعات التي أعلن أن تكلفتها وصلت الي 800 مليار جنيه. هذه الأنفاق والكباري التي شملها هذا الافتتاح تعد بمثابة شرايين حياة رئيسية لسيناء جنوبا وشمالا لتسهيل عبور قوافل التنمية والتعمير والبشر. إنها وبكل المقاييس تمثل ثورة وتحولا جذريا. هذا يعني الي جانب تأمينها عسكريا.. إضافة وقيمة كبيرة لإمكانات مصر في كل المجالات. يأتي ذلك استنادا إلي ما تتمتع به سيناء من موقع استراتيجي ومساحات شاسعة وثروات طبيعية غير محدودة. تعظيما لهذا التوجه كان قرار القيادة السياسية بتطهير سيناء من شراذم الارهاب المأجور الذي زرعته جماعة الإرهاب الإخواني مدعومة بالقوي الاجنبية. استطاع رجال قواتنا المسلحة ومعها رجال الشرطة الأبطال القيام بهذا الإنجاز علي أحسن وجه. هذا النجاح يقترب حاليا من تحقيق أهدافه معلنا عودة الأمن والاستقرار. هذان العنصران يعدان ركيزة اساسية لتسريع تنفيذ وتشغيل مشروعات تعمير وتنمية سيناء.. ما حدث وسوف يحدث سيكون نقلة هائلة في تاريخ ومستقبل أرض الفيروز.