صحيح الأعمار بيد الله وكلنا إليه راجعون ومسلمون بحكمه وأقداره، ولكن أن يضيع العمر بسبب الإهمال أو عدم الاستماع إلي شكاوي الناس حتي يقع المحظور، ذلك هو التسيب واللامبالاة وعدم المسئولية والخطأ. صديق عزيز من رواد المساجد المخلصين فقدناه أول أمس بسبب عجرفة من مسئولي المرور والحي بالمعادي والبساتين معا، ببساطة كان قد أدي صلاة العشاء كما تعود معنا بمسجد الرحمن بمساكن نيركو بالمعادي وهو المسجد الذي ساهم بمجهوده وماله في اقامته صرحا كبيرا لم يتأخر يوما ولم يبخل بالتبرع له حتي شاهده ولم ينقطع عنه في أوقات الصلاة التي كان حريصا علي أدائها في أوقاتها.. صلي المهندس فتحي معنا ثم جلس كما تعودنا بعد الصلاة لشرب الشاي وابتسامته الراضية علي وجهه في صحبة ضمت أصدقاءه وشيخ المسجد الشيح أحمد عبدالساتر، ثم هم بالانصراف إلي منزله في نفس المنطقة ولم يكن يدري أن القدر يخبئ له أمرا بعد لحظات، هم المهندس فتحي بعبور الطريق للناحية الأخري لشراء بعض الحاجات له ولأسرته من السوق التجاري من الشطر الخامس وسط أمواج من السيارات والعربات علي أمل أن يصل للناحية الأخري فإذا بموتوسيكل يطيح به في الهواء ويقذف به بشدة ليقع المسكين وسط الطريق مضرجا في دمائه ومصابا بكسور مضاعفة في ساقه وقدميه.. يسرع المارة وأهل المنطقة بنقله للمستشفي وهو في حالة يرثي لها فالمهندس فتحي كان من وقت قليل قد أجري عملية قلب مفتوح كان لايزال يعاني من آثارها بشدة وهو ما كان يظهر علي »مشيته» وهدوء حديثه الطيب وللأسف خضع المهندس فتحي للفحوصات التي أثبتت الكسور واضطرت إدارة المستشفي لوضعه في العناية المركزة فعلي ما يبدو أن الاصطدام أثر علي وظائف الجسم وقطعا منها القلب الضعيف، الحادثة وقعت قبل 4 أيام وأمس بعد صلاة العشاء علمنا بوفاة المهندس الصديق فتحي وأنه تم تشييع جنازته في قريته لنفقد رجلا كان يقول ربي الله ولا إله إلا هو وحده لا شريك له. المهندس فتحي راح ضحية إهمال جسيم خلقه تراخي المرور وحي المعادي وحي البساتين لأنهما يقتسمان مع الأسف الطريق المؤدي إلي زهراء المعادي أمام مساكن نيركو حيث وقع الحادث، والحادث ليس الأول بل سبقه عشرات الحوادث المماثلة التي راح ضحيتها وأصيب أبرياء دون ذنب أو جريرة ارتكبوها ورغم كل التحذيرات والمناشدات فإن المرور المسئول عن المنطقة والحي سواء هذا أو ذاك لم يعيروا الشكاوي حتي فرصة الفحص أو الاستماع لعل وعسي أن يجدوا لها حلا يحفظ الأرواح ويصونها والحكاية بدأت منذ أن همت المحافظة وحي المعادي في إنشاء نفق الزهراء لتوسيع الطريق ومنع الاختناق ولم تجد إدارة المرور في تلك الفترة إلا القيام بنزع أرصفة طريق الخدمات الفرعي من أمام المساكن بالشطر الثالث علي »وعد» بإعادته مع الحي إلي وضعه القديم لحيويته في انتقال »الناس» من رصيف إلي الرصيف المقابل، المسافة كانت لا تتعدي 7 أمتار باستخدام الطريق الفرعي صارت أكثر من 15 مترا كاملة جعلت السيارات خاصة سائقي الميكروباص المجنون والموتوسيكلات يسابقون بعضهم البعض بها، قام الأهالي بوضع بعض المطبات الصناعية علي أمل أن يحدوا من الأمر دون جدوي واكتشفوا أن الحي هو من أزالها ليسقط المهندس فتحي ضحية جديدة لإهمال الحي والمرور. السيدان رئيس حي المعادي ورئيس حي البساتين والسيد مدير مرور القاهرة.. لقد التزمتم أمام سكان المنطقة بإعادة الأمر لطبيعته بعد الانتهاء من إقامة النفق الذي سهل عملية المرور ولكن ترك الشارع بهذا العرض وعدم إعادة شارع الخدمات يجعل حياة الناس في خطر وجعل السكان في حالة ثورة وغضب علي أفعالكم رحم الله المهندس فتحي.