رفض الرئيس الأمريكي ترامب أن يعتبر »العنصرية البيضاء» خطرا حقيقيا ومتناميا تنبغي مواجهته. قال- في تعليقه علي مذبحة نيوزيلندا- إن الأمر يتعلق بمجموعة صغيرة من الأشخاص الذين يعانون من مشكلات خطيرة للغاية!! للأسف الشديد.. فإن الأمر الواقع يعكس حقيقة مختلفة»!!» والعنصرية البيضاء تعود ومعها اسوأ ما واجهته الإنسانية حين تسود مشاعر الكراهية، وحين تتحول الأفكار السوداء إلي إرهاب منحط لا يتورع حتي عن استخدام الدين ليحقق أهدافه التي لا تعرف الدين ولا تنتصر للإنسانية الحقة !! هكذا كان الأمر مع »النازية» و»الفاشية». وهكذا كان الأمر حين وقف الغرب المتحضر جداً إلي جانب العنصرية البيضاء في جنوب إفريقيا، وفي ظهر النازية الصهيونية وهي تغتصب فلسطين العربية. وهكذا تعود العنصرية البيضاء لتكون جزءا أساسيا من إرهاب يهدد العالم كله. حتي ولو أنكر »ترامب» وكل السياسيين الذين يقودون اليوم الحركات العنصرية التي تري أن الحضارة الإنسانية هي حضارة الغرب، وأن عليهم حمايتها بإبقائها للبيض فقط بعيدا عن شرور باقي البشر!! الأديان كلها بريئة من هذا الجنون العنصري. »الغرب الأبيض» يعرف أن إرهاب الإخوان والقاعدة وداعش ليس تعبيرا عن صحيح الإسلام بأي وجه من الوجوه. والمسلمون يعرفون أن النازية والفاشية وكل الدعوات العنصرية التي جاءت لتبرر الاستعمار والاستغلال.. لا علاقة لها بصحيح المسيحية. والعالم يعرف الآن من استخدم جماعات الإرهاب التي ترفع رايات الدين لكي يحقق أهدافه السياسية ومصالحه الاقتصادية. والعالم يعرف أيضا أن ترامب لا يبني السور علي الحدود مع المكسيك ليمنع المسلمين بل ليمنع مسيحيين جريمتهم أنهم ليسوا »بيضاء البشرة» !! المأساة أن السفاح الاسترالي الذي ارتكب مذبحة نيوزيلندا ليس ظاهرة فردية»!!» انه تعبير عن ظاهرة موجودة وستستمر، وهي أخطر من الإرهاب الإخواني الداعشي، لانها تستند لقوي أهم وأكبر . يكفي أن تكون أوروبا نفسها ترتعد خوفا من صعود هذه التيارات اليمينية المتعصبة لتستولي علي السلطة في معظم دولها. ويكفي أن نري »ترامب» يتلقي تحية السفاح الذي قام بمذبحة نيوزيلندا. ويكفي أن نري نتنياهو يعلن أن إسرائيل هي وطن لليهود فقط، ولا مكان فيها لأصحاب الأرض الفلسطينيين. يكفي كل ذلك لكي يدرك العالم أن حجم الخطر هائل، وأن علي الجميع أن يتحرك قبل فوات الأوان !!