عندما أصدر الكاتب الصحفي وائل لطفي كتابه المهم (الدعاة الجدد) 2005.. كان أول من لفت الأنظار بالبحث والتقصي لظاهرة الدعاة الجدد.. وظهورهم أوائل التسعينيات بلغة خطاب مختلفة، وصورة حديثة وملابس عصرية.. بعيدا عن الصورة التقليدية لمشايخ الأزهر، والصورة النمطية لدعاة السلفية... يعاود وائل لطفي، بعد ما يقرب من 30 عاما علي بداية الظاهرة، و13 عاما من كتابه (الدعاة الجدد).. يعاود قراءة الظاهرة وتعميق رؤيته لها، في كتابه الصادر حديثا عن دار العين (دعاة السوبر ماركت).. ورغم تهاوي ظاهرة الدعاة الجدد وتراجع تأثيرها وحضورها، وتجاوز الواقع لها، بفعل متغيرات اجتماعية وسياسية عديدة، وتنامي وعي المصريين بعد ثورة يناير2011 وتقلص المد الديني عموما... رغم تراجع ظاهرة الدعاة الجدد، يطرح وائل لطفي في كتابه سؤال المستقبل.. مستقبل هذا النمط من الدعوة.. هل يمكن أن تتحول ظاهرة الدعاة الجدد إلي حركة إصلاح ديني حقيقي، تتجاوز حداثة الشكل لتطور المضمون؟.. أم أنه يظل مجرد تغيير شكلي ذي أهداف تجارية واستهلاكية تهدف لتحويل الخطاب الديني لمنتج تجاري، يتم تسويقه وجني العائدات من ورائه؟!.. هل يمكن تكرار هذا النمط من الدعوة في المجتمع المصري؟.. سؤال لا يجيب عنه مباشرة كتاب (دعاة السوبر ماركت). وتطل الإجابة في إعادة قراءة الظاهرة من جديد وتعميق بحثها، وربطها المقارن بظواهر دعوية أخري في العالم (مبشري الهواء)، (البروتستانت)..يتلاقون جميعا في لغة الخطاب العصري.. الاعتماد علي وسائل الاتصال الحديثة والتليفزيون.. ربط الخطاب الدعوي بمشاريع التنمية البشرية.. ربط التدين بالثروة وجمع المال والعمل (مزيد من العمل يعني تدينا أفضل).