عقول البشر أنواع وانماط وأشكال.. فلكل واحد منا طريقة في التفكير والتحليل والوصول إلي النتائج.. قد تكون هذه الطريقة في شكل اسئلة وأجوبة.. وقد تكون في شكل مقدمات واستخلاص نتائج.. وهناك عقول لا تبحث ولا تسأل.. أصحابها كالأنعام يقبلون الأمر الواقع مهما كان.. وحديثي لا يتناول هؤلاء.. لكن حديثي عن تلك الحالة الجدلية التي تجتاح العقل.. والتي قد تكون مرتبة أو عشوائية، يصاب صاحبها بالصداع والأرق من شدة توتر أفكاره. في تصوري أنه ليس لكل الاسئلة اجابات.. هناك اسئلة بدون أجوبة.. يعيش الإنسان عمره كله يبحث فيها عن الاجابة.. وقد لا يصل إليها.. وتوجد اسئلة أخري الصبر يوصلك لاجابات عنها.. فهي مثل الألغاز الصعبة.. التي تحتاج الوقت والصبر لفك طلاسمها.. لكن في النهاية تحصل علي اجابة.. وهناك اسئلة من رحمة ربنا سبحانه وتعالي، انك لا تصل للاجابة عليها.. فقد تكون الاجابة صادمة تقضي عليك.. ولكن هو الإنسان العجول الذي يتعجل كل شيء حوله. وهناك اسئلة محرجة وبالطبع تكون اجاباتها محرجة.. وهناك اسئلة تافهة تصدر من أشخاص مثلها.. وهناك اسئلة سهلة لا تحتاج الاجابة عليها لمجهود. أكثر من يلقون الاسئلة، وخاصة الصعبة هم الأطفال.. لانهم يريدون معرفة كل شيء حولهم.. حتي وان أصبح الأمر بالنسبة لك بديهيا، وغير محل للسؤال.. فالاطفال لديهم حب استطلاع أكثر من الكبار. الحياة كلها امتحان مليء بالاسئلة الصعبة التي تواجه الإنسان في حياته.. قد يحصل علي درجات متدنية في بعضها ومرتفعة في البعض الآخر.. وأكثر الناس ذكاء هم من يرهقون أنفسهم بالأسئلة خاصة التي تكون في معظمها بلا أجوبة سهلة الوصول إليها.. والصعوبة التي تواجه الإنسان في الوصول للاجابات ان خيوطها ليست في الغالب لديه.. فقد تكون عند آخرين يتميزون بالمخادعة والكذب.. فلا تصل معهم لإجابات شافيه مقنعة. لكن رحلتك في الحياة كلها عبارة عن سؤال والبحث عن جواب. فمنذ ان تتعلم الكلام تسأل ويجيب من هم اكثر منك سنا وخبرة.. وتتطور الأمور ليتم سؤالك انت بتراكم الخبرات لديك.. وفي رحلة التعلم تسأل معلمك ويسألك معلمك لمنحك الدرجة. الإنسان السوي ديناميكي بطبعه يسأل ويجيب.. ومن هنا تتسع دائرة المعرفة. إذن السؤال أمر صحي يسعي له الإنسان لكي يستريح ويقتنع بوصوله لإجابة شافية يرضاها عقله. وإذا كنت من الأشخاص الباحثين عن إجابات لاسئلة.. فعليك بالصبر لكي تفك طلاسم القدر. فالقدر لا يهب الحقيقة المجردة مرة واحدة أو بسرعة.. فهو يفرض عليك الانتظار والصبر.. وبعد ان تنجح في خوض معركة الصبر يعطي لك الاجابة.. فلكل شيء ثمن. والإنسان في حياته من كثرة ما يتعذب في الوصول للاجابة والحقيقة.. تجده بعد طول الصبر يمتثل للقدر ويرضي بالواقع حتي ولو كان مرا.. وكأن تجربة الصبر هذبت من نفسه وجعلته أكثر تقبلا ورضاء بالنتيجة. هي كلمة الزمن.. فلا أحد يستطيع ان يفرض فيها وقتا للحصول علي أشياء حتي ولو كانت معنوية.. فالقدر لا يجود إلا بما أراد أن يجود به. كثير من الأزمات التي نمر بها تجعلنا نتعجب.. ونسأل لماذا حلت بنا هذه الأزمات أو هذه المصائب.. والأيام وحدها هي التي تفك شفرتها.. مشترطة علينا ان نقبلها ونصبر لنصل للاجابات التي حيرت عقولنا فترة من الزمن طالت أو قصرت. هناك فرق بين الصبر واليأس.. فالشخص الباحث عن الحقيقة لا ييأس حتي وان تعب من كثرة التفكير والتحري. حياتنا سلسلة من الاسئلة.. تبدأ باسئلة التعارف ثم السؤال عن الصحة والحال وعن الهوايات والمواعيد والعناوين. واسئلة الامتحانات للحصول علي الشهادات.. واسئلة للمسئولين في المؤتمرات الصحفية للوصول للحقائق وكشفها للرأي العام.. واسئلة في التحقيقات لمعرفة الجناة.. واسئلة عن أسعار السلع والخدمات.. واسئلة عن الأخلاق والسمعة للنسب.. واسئلة فلسفية عن الكون والوجود.. واسئلة فضولية عن شئون غيرك وأسراره.. واسئلة من الطبيب لتشخيص حالة المريض.. واسئلة من المدرس لتحديد مستوي الطالب.. وهناك سؤال مؤدب.. وسؤال وقح وتكون دائما الاجابة عنه من جنس السؤال. حتي في قبورنا وبعد دفننا نُسأل عن ديننا ونبينا وكتابنا الذي أمنا به. في النهاية اذا كنت انت من تلقي السؤال فالاجابة قد تكون لدي اشخاص أو في الكتب أو تأتي من خلال خبرات ومعارف وبحث.. وقد تكون ملكاً للزمن والقدر وحده.