يبدو من سير الأحداث أن هناك شبه اجماع من الإعلام المقروء والمرئي للتأثير علي الرأي العام الأمريكي من أجل إسقاط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإدارته. ليس هذا فحسب وإنما هناك أيضا العديد من الكتب التي صدرت أو سوف تصدر سواء لكتاب وصحفيين كبار ومحترفين أو مسئولين سابقين في إدارة ترامب انضمت الي هذه الحملة التي يتعرض لها. من المؤكد أن مشاركتهم سيكون لها تأثير ايجابي علي مكانة ترامب وفرص إعادة انتخابه لدورة رئاسية جديدة في عام 2020 . ان ما يزيد من موقفه تفاقما حالة العداء والرفض له من جانب أغلبية كبيرة من نساء أمريكا وكذلك المهاجرين. هذا الصراع الإعلامي الذي تشهده الولاياتالمتحدة تدعمه وتقوده أكبر صحيفتين أمريكيتين وهما النيويورك تايمز والواشنطن بوست إلي جانب محطات تليفزيونية رئيسية. هذه الوسائل الإعلامية ذات التأثير الكبير علي الرأي العام الأمريكي تلجأ إلي إبراز السلوكيات والسياسات السلبية والعشوائية التي دأب ترامب علي ممارستها وهي كثيرة. إن حالة عدم الانسجام والقبول بين ترامب والإعلام الأمريكي بدأت وتتواصل بلا توقف منذ توليه السلطة. هذا الأمر يعكس الاتهامات المتبادلة بينه وبينها والتي وصلت إلي حد توجيه الإساءات. لا جدال أن ما يدعم هذه الحملات التي تستهدف رئيس أمريكا بهذه الصورة العنيفة أن الجانب الأكبر منها يتبناه مسئولون سابقون في إدارته وفي حملته الانتخابية. يعود هذا الذي يحدث إلي تخبط ترامب واهتزاز معاملاته مع من حوله وهو الأمر الذي أدي إلي قيامه بإعفائهم من وظائفهم.. كان من نتيجة ذلك استخدام هؤلاء المسئولين السابقين لما تحت أيديهم من معلومات بحكم وظائفهم في زيادة ضغوط الفضائح التي هزت عرش ترامب. كان الأكثر شهرة في هذا المسلك محاميه الخاص الذي استغني عن خدماته حيث قام بفضح الكثير من علاقاته النسائية والجنسية. بعض المراقبين والخبراء يتحدثون عن إمكانية تحول هذه الحملات التي تتخذ مسارا شعبيا إلي إجراء دستوري يسمح بالتحرك في اتجاه عزل ترامب من منصبه.. يساهم في مساندة هذا التيار أجواء توتر العلاقات التي لم تعد تقتصر علي الأعداء التقليديين وإنما شملت وبشكل ظاهر الحلفاء والأصدقاء. تجسد ذلك في خلافات وصراعات سياسية واقتصادية وتجارية. في ظل هذا الذي يحدث فإن هناك توقعات بأن تشهد الشهور القادمة تطورات في هذا الملف الذي لم يعد الجدل حوله وقفا علي الداخل الأمريكي بل انه يشغل كل دول العالم. بالنسبة لنا نحن العرب فإنه ليس هناك شيء ايجابي من جانب ترامب بشأنها. علي العكس فإنه أقدم علي اتخاذ قرارات ومواقف ضد مصالح لهم.. تجنب كل الرؤساء الأمريكيين السابقين علي الاقتراب منها. يأتي في مقدمة هذه القضايا الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. علي الجانب الآخر فإن ما يشهده الاقتصاد الأمريكي من انتعاش أصبح السند لترامب لاستمرار رئاسته. ليس هذا فحسب بل إنه يتطلع ويطمع في أن يكون لتحسن الوضع الاقتصادي بما له من تأثير علي الرأي العام الأمريكي لدخول الانتخابات الرئاسية القادمة ليشغل المنصب لدورة ثانية.. علي كل حال فإن الشهور القادمة سوف تكون حاسمة فيما يتعلق بهذا الأمر.