وضع رئيس الوزراء في أول اجتماع له مع المحافظين الجدد يده علي الحقيقة الوحيدة التي تؤدي إلي التغيير الحقيقي، وهي أن التغيير في الأشخاص ليس هو الحل، وأن التغيير الحقيقي في الفكر، وفي التوجه وفي الرغبة في الإنجاز، فطبيعة هذه المرحلة، تستوجب البحث عن الجديد، وأن الحلول التقليدية لا تصلح الآن، فمثل هذه الحلول هي التي أدت إلي الوضع القائم حاليا من تدهور في الخدمات المقدمة في العديد من القطاعات، حدد رئيس الوزراء معالم الطريق التي لو سار عليها المحافظون لتمكنوا بالفعل بالنهوض بمحافظاتهم، أولها التعامل مع المشكلات والتحديات التي تواجه محافظاتهم بأفكار مبتكرة وغير تقليدية، بما يضمن سرعة حل تلك المشكلات والتغلب علي أي تحديات، ماقاله رئيس الوزراء أراه بادرة أمل، تحمل للمستقبل رياح تغيير مهم، ويؤكد أن الفترة المقبلة ستشهد عملا دؤوبا في مختلف المجالات، لم يكتف رئيس الوزراء بذلك، بل أكد علي تمتع المحافظين بجميع الصلاحيات لاتخاذ القرارات ومتابعة المشروعات التي تنفذ في محافظاتهم، فالتمتع بجميع الصلاحيات لا يجعل يد المسئول مغلولة، بل يداه مبسوطتان في كل اتجاه لسرعة التنفيذ والإنجاز، وكل ذلك بكل تأكيد سيصب في مصلحة المحافظة وازدهارها وفي مصلحة المواطن، وكلنا يعرف أن كثيرا من المشروعات كان مصيرها الفشل لتضارب الاختصاصات، وعدم قدرة المسئول علي فك الاشتباك بينه وبين الجهات الأخري، وهو الأمر الذي لمسه رئيس الوزراء عندما أكد ضرورة سرعة التواصل بين المحافظين والوزارات، للانتهاء من الإجراءات بما يسهم في تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين، لذلك علي المحافظين الجدد أن ينتهزوا الفرصة وأن يعتبروا بالحكمة التي تقول: »الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك»، فالمحافظات بالفعل في حاجة الآن إلي أفعال، ولن يتأتي ذلك إلا برؤي استراتيجية، أسلوب المسكِّنات لعلاج أي أزمة أو مشكلة، لا يجدي، والدولة للأسف ومنذ عقود بعيدة كانت تتعامل بأسلوب المسكنات وهو ما أدي إلي تفاقم المشاكل في كل المجالات، وهاهو رئيس الوزراء يفتح الطريق ويحدد معالمه، بأن يتواصل المحافظين مع المواطنين والاستماع إلي مطالبهم ومشكلاتهم والعمل علي حلها، مؤكدا أن المحافظ الذي يغلق علي نفسه باب مكتبه لن يكتب له النجاح. حقائق ومعالم طريق ونصائح، لو أخذ بها المحافظون الجدد ستكون النتائج في المستقبل مبهرة .