صديقنا الذي راح يقترح علينا أن »نتشعبط« في الترام أو أن نمشي بلاد الله لخلق الله حتي وصلنا إلي الصحراء الشرقية (العباسية الشرقية) وندخل معسكر الإنجليز ويختفي هو، ونرجع نحن إلي بيوتنا قبل أن يحل الظلام ولنفاجأ أيضا بأن النيابة العامة جاءت تبحث عنا لتسألنا: ماذا حدث لسامي؟ بعد أن وجدته القوات الإنجليزية غارقا في بئر الماء العميق الموجود في أرض »القشلاق«! ولم تختلف أقوالنا، ولذلك صدقونا وكانت نهاية سامي وبداية حقبة جديدة من حياتنا جميعا قادتنا إلي مانحن فيه خريجو جامعة - كل يبحث عن طريقه ولكي تكون هذه القصة التي كتبتها من سنوات طويلة هي الطريقة التي أوصلتني إلي أخبار اليوم. فقد صعدت ومعي القصة إلي مجلة »أهل الفن« يقرؤها رئيس التحرير »جليل البنداري« رحمة الله عليه ويقول: الله أنت أسلوبك جميل بتعرف إيه تاني؟.. قلت قصدك إيه يا أستاذ؟.. قال: يعني بتعرف لغة؟.. سألته: قصدك إنجليزي؟ قال: نعم - قلت أيوه .. يا افندم سألني: وإذا شفت خواجة قدامك، تقدر تتكلم معاه؟.. قلت: نعم طبعا ، سألني: عمرك سمعت عن واحد اسمه: هتشكوك؟.. قلت تقصد حضرتك: المخرح الأمريكي العظيم اللي أخرج رواية كذا وكذا وكذا؟.. قال: الله أنت تعرف الحاجات دي منين؟ قلت له: كل يوم خميس أمشي في شارع عبدالخالق ثروت وأدخل »ريدرزكورنر« وأشتري مجلة بيكتشر جوداز وأعرف كل حاجة عن هوليوود!.. قال الأستاذ جليل: يعني لو شفته قدامك - زي ما أنت قدامي كده تعرف تتكلم معاه، قلت: نعم قال لنفسه: الواد باين عليه مثقف.. قال: طيب أنت عندك بدلة؟ قلت نعم قال في الحال الساعة خمسة إلا ربع العصر النهاردة - تيجي هنا تاخذ المصور بتاعنا محمد رشوان (رحمه الله) وترحوا سميراميس في التراس حتلاقوا هيتشكوك عامل مؤتمر صحفي تصوروه وتشوفوا حيقول إيه وتيجوا جري علشان ننشرها هنا في المجلة الساعة الخامسة إلا ربع بالتمام كنت قد وصلت إلي »أهل الفن« لأصطحب صديقي الجميل محمد رشوان ونطير بالتاكسي إلي سميراميس فلا أجد أحدا وأذهب إلي الاستقبال لأسأل فإذا بي أمام ألفريد هيتشكوك المخرج العالمي نازل آخر سلمه فاتجهت إليه أعرفه بنفسي (بتشديد الراء) فيصحبني إلي التراس وهو يقول: هيا بنا.