قبل أسبوعين من الآن تعرضت لأزمة صحية عنيفة وقمت بإجراء عملية خطيرة كانت رحمة ربنا أكبر من الألم والجراحة.. وكانت دعوة الأهل والأصدقاء خاصة في العشرة الأوائل من ذي الحجة إضافة جديدة لمزيد من الرجاء أن يرحمني الله.. مشوار صعب ولكن كشف لي عن أشياء كثيرة.. فقد تشعر أحياناً أنك تعرف بعض الأصدقاء بحكم الزمن وأيضاً قد تشعر أن بعضهم غير مألوف لك أو قد يكون بعيداً عن التقارب معه.. ولكن مرحلة المرض والجراحة تظهر المعادن الحقيقية للبشر.. وأنا غير حزين لهذا ولكن الحزن الأكثر أن هناك أوقاتاً كثيرة من عمري فقدت خلالها أناساً كثيرين عن سوء فهم.. أشكر هؤلاء وهؤلاء.. ولكن لابد من الوقوف لحظات مع زميل العمر وصديقي الأستاذ أيمن بدرة الإنسان وليس رئيس التحرير الذي جري مهرولاً من مكتبه حينما علم أنني تعبان في مدخل الجورنال والتقاني والأخ العزيز عادل دربالة وصديقي عبدالمنعم سيد نجم اللجنة النقابية وكل الأصدقاء، وأحاطوا بي وجهزوا كل شيء للدخول إلي المستشفي وبكل المطلوب وأكثر وطلب الأستاذ أيمن من سائق السيارة الخاصة به أن يأخذني علي الفور إلي مستشفي وادي النيل بالقبة دون انتظار أي سيارة أخري برفقة زملائي الأساتذة محمد الشحات ووائل الزياتي حتي الطوارئ والمتابعة حتي دخولي العملية. شكراً للأحباب والأصدقاء وتلاميذي في العمل الذين حولوا الغرفة إلي فندق من كثرة سؤالهم عني وزياراتهم المتتالية.. شكراً لكل جيلي المحترم الذي كان علي موعد مع الصداقة الحقيقية في لحظة الحاجة والألم. الحمدلله الآن الحال أصبح أفضل بكثير وباقي خطوات أخري لتكتمل الجراحة بنجاح بفضل الله.. وفي الحقيقة لحظات المرض كانت أسبوعين بالمستشفي قربت بيني وبين كرة القدم الأجنبية والمصرية حيث كانت تسليتي الوحيدة في ليل طويل كنت أحسبه باللحظات والخراطيم معلقة في الأوردة.