أحسب أن من الحكمة وحسن الفطن أن نعترف جميعا، علماء وحكومة ومسئولين وكل الناس في مصر المحروسة، بأننا أصبحنا بالفعل في قلب دائرة التغير المناخي الذي أصاب أجزاء كثيرة من العالم. ومن المهم أن ندرك الآن وليس غدا أن التغير المناخي أصبح بالفعل واقعا نعيش فيه ونعاني منه، بعد أن كان مجرد توقعات علمية خلصت إليها مجموعة ضخمة من العلماء والباحثين المتخصصين في علوم البيئة والمناخ والطقس في بلاد كثيرة من العالم. وأي عاقل لابد أن يدرك أن المتغيرات المناخية المحسوسة والظاهرة، التي طرأت علي طبيعة الطقس والمناخ في بلدنا خلال السنوات القليلة الماضية، والتي بلغت ذروتها خلال الأسبوع الماضي، قد أنهت ما كنا متوافقين عليه، بأن الطقس في مصر له طبيعة ثابتة صيفا وشتاء وأيضا ربيعا وخريفا. ولعلي لا اتعدي الحقيقة والواقع إذا ما قلت بأننا لم نعد نستطيع التأكيد بثقة بأن الطقس في بلدنا »حار جاف صيفا بارد ممطر شتاء»،...، حيث إن ما نراه ماثلا أمام أعيننا يؤكد غير ذلك في ظل ما نراه من تقلب شديد في درجات الحرارة في الشتاء الماضي، وما نراه ونعيشه الآن في انقلابات غير متوقعة في فصل الربيع الحالي. وفي هذا الاطار احسب أن الضرورة تقتضي أن نتعامل بكل الجدية مع هذه المتغيرات التي طرأت علينا،...، والجدية التي اعنيها هنا هي أن نتعامل بالاسلوب والمنهج العلمي الذي يجب أن يكون في عصرنا هذا، الذي هو عصر العلم بكل تأكيد. وذلك يتطلب المبادرة بصورة فورية بتشكيل مجموعة علمية متخصصة لدراسة هذه المتغيرات، وتحديد أثارها وانعكاساتها علي المناطق والمحافظات المختلفة، ابتداء من ارتفاع أو انخفاض درجات الحرارة، وتحديد أو توقع حجم وكمية الأمطار ومناطق نزولها، وكذلك أخطار السيول ومسارها وأيضا احتمالات الجفاف والتصحر وغير ذلك،...، فهل نفعل ذلك؟! »وللحديث بقية»