لم يكتف التآمر الأمريكي الغربي بالعمليات العسكرية التآمرية لتدمير وتخريب العالم العربي.. ولكنه بدأ بتبني فكر جديد للرئيس ترامب لصالح هذه المؤامرة. الاستراتيجية الجديدة تُخطط لصدامات عسكرية دموية.. عربية - عربية، ساحتها الأرض السورية. بداية هذه المسيرة تجسدت كمثال فيما تعرض له العراق عام 2003 بعملية الغزو التي دبرها الرئيس بوش الابن مستهدفا تدميره وتمزيقه. وعندما قرر الانسحاب أسس تنظيم داعش لمواصلة التخريب والتدمير واشعال الصراعات الطائفية. منوال العراق جري التعامل وفي إطار ما يعرف بالربيع العربي »أقصد الخراب العربي» مع ليبيا وسوريا ضمن المسلسل الذي كان مقررا أن يشمل كل الدول العربية. التنفيذ في ليبيا تم بواسطة الناتو الذي تولت غاراته الوحشية تدميرها وإشاعة الفوضي في ربوعها. بعد إنجاز هذا العمل تم تسليم ليبيا إلي جماعات الإرهاب التي تولت أمريكا وتوابعها الأوربية تزويدها ودعمها بالمال والسلاح. الكارثة والمؤسف فيما جري ويجري في سوريا أن تنضم بعض الدول العربية مع تركيا إلي هذه المؤامرة. وليس غائبا ان الهدف تمحور حول تصفية الحسابات الي جانب الاستجابة والاستسلام للأطماع والأحقاد. اختلف الأمر عن مؤامرة ليبيا حيث قاوم النظام الحاكم الذي يقوده بشار الأسد استكمال حلقاتها. وفي ظل المواجهة التي كان طرفها الآخر جماعات التمرد والإرهاب المدعومة غربيا وعربيا.. استعان بشار بإستراتيجية تشرشل إبان الحرب العالمية الثانية حين أعلن استعداده للتحالف مع الشيطان من أجل النصر علي هتلر. هذا الشيطان تمثل في الاتحاد السوفييتي قائد المعسكر الشرقي في ذلك الوقت. تحت هذا الشعار تحالف بشار مع إيران وعملائها في المنطقة العربية وكذلك مع روسيا لحمايته وتمويله بالسلاح في مقابل الحصول علي قواعد عسكرية بحرية وجوية. نجاح النظام السوري في استعادة سيطرته علي الكثير من الأراضي الذي كانت قد احتلتها الميليشيات المدعومة.. كان وراء اختلاق أمريكا وذيولها الأوروبيين لحكاية الكيماوي في دوما. علي هذا الأساس جرت الضربة الصاروخية في محاولة لوقف انتصارات النظام. ان ما يؤكد كذب استخدام الكيماوي لتبرير هذه الهجمة الأمريكية البريطانية الفرنسية.. عدم الانتظار لتحقيقات اللجنة المختصة بحظر السلاح الكيماوي التابعة للأمم المتحدة. الجديد في مخطط التآمر الأمريكي تلويح ترامب بالانسحاب من سوريا والتخطيط لصدامات عسكرية عربية- عربية. أتبع ذلك بمطالبة دول الخليج وفي مقدمتها السعودية بإرسال قواتهم لتحل محل القوات الأمريكية التي تحتل أجزاء من الأرض السورية. ولاستكمال هذه المسرحية وتحقيق أهدافها.. أعلن ترامب أنه مستعد أن يبقي في سوريا بشرط أن تدفع السعودية ودول الخليج التكاليف كاملة. لا توصيف لما يتم التخطيط له سوي أنه ابتزاز لأموال البترول العربي. لا جدال أن مؤامرة ترامب تضع الدول الخليجية أمام خيارين كلاهما يلحقان أفدح الأضرار بهم. الخيار الأول هو دفعهم إلي مواجهة مسلحة عربية - عربية تتمثل في الصدام الحتمي مع القوات السورية التي يقودها بشار الأسد ومعها حلفاؤه الإيرانيين وحزب الله اللبناني. أما الخيار الثاني فهو دفع الاتاوة المالية الفادحة التي يحددها ترامب بفكر التاجر والمقامر. في اعتقادي ان خيار الاتاوات المالية هو الأكثر قبولا حيث لا ضمان لفاعلية الخيار الأول. إن وضع ترامب الدول الخليجية أمام هذا المأزق يقودنا الي نجاح مخطط امريكي سابق استهدف علي إشعال حرب إسلامية - إسلامية.. كان طرفيها كلا من عراق صدام حسين وإيران الملالي. هذا الصراع بدأ عام 1980 بعد ثورة خوميني وعدائه لأمريكا. هذا الصراع انتهي بعد 8 سنوات بدمار اقتصادي لكلا البلدين. علي ضوء مايدور علي الساحة فإن الشيء الايجابي الطيب والمفرح ووفقا لما تم تداوله إعلاميا يتمثل في تمسك مصر - السيسي.. برفض التورط في هذا السيناريو.. إنها أكدت التزامها بوحدة وسيادة أي دولة عربية علي أراضيها. علي هذا الأساس كانت سياستها الواضحة حيال الأزمة السورية نابعة من هذه المبادئ. إنها تستند بالتسوية السلمية والالتزام وآمال وطموحات الشعب السوري.