ما أجمل أن يطمئن عليك الناس وأنت في محنة، سواء مرضاً أو ابتلاء بمصيبة لم تكن علي البال، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : »من أصبح اليوم منكم صائماً؟» قال أبو بكر: أنا. قال: »من عاد منكم اليوم مريضاً؟» قال أبو بكر: أنا. قال: »من شهد منكم اليوم جنازة؟» قال أبو بكر: أنا. قال: »من أطعم منكم اليوم مسكيناً؟» قال أبو بكر: أنا. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: »ما اجتمعن في رجل إلا دخل الجنة». زيارة المريض إذن من الحقوق التي حَثّ عليها الإسلام ووضع لها الآداب التي يجب مراعاتها، منها عدم رفع الصوت عنده أو الحديث فيما يسيئه سماعه ولا يُذّكره بما يُحزنه ولا يحرجه بالأسئلة التي لا داعي لها. وألا يُطيل في المَكث عند المريض بما يَشق عليه أو علي أهله. إلا إذا اقتضت المصلحة أو أن المريض يرغب بذلك مع مراعاة الوقت المناسب لزيارته. ومن الأحاديث التي وردت عن الرسول صلي الله عليه وسلم: خَمْسٌ تَجِبُ لِلْمُسْلِمِ عَلَي أَخِيهِ: رَدُّ السَّلَامِ، وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ، وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ، وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ، وَإتِّبَاعُ الْجَنَائِزِ، وقال الرسول صلي الله عليه وسلم: " من عاد مريضًا غاص في الرحمة، حتي إذا قعد استقر فيها ". ومن فضل عيادة المريض ما ورد عن رسولنا قال: " إن الله عز وجل يقول يوم القيامة: يا بن آدم مرضت فلم تعدني قال: يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين ؟ قال: أما علمت أن عبدي فلانًا مرض فلم تعده، أما عَلمت أنك لو عدته لوجدتني عنده ؟ إلي آخر الحديث. كما قال صلي الله عليه وسلم: (إذا حَضرتم المريض فقولوا خيراً، فإن الملائكة يؤمنون علي ما تقولون). من هنا اسمحوا لي أعزائي القراء أن أشكركم علي السؤال عني في مرضي، كما أشكر أساتذتي والأصدقاء والزملاء والأهل والأحباب والجيران، لقد غمرتموني بالزيارة والسؤال والدعاء، أدعو الله أن يمتعكم جميعا بالصحة والعافية والسعادة. دعاء : ربِّ أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر، ربِّ أعوذ بك من عذابٍ في النار وعذابٍ في القبر.