كل التحية والتقدير لموقف الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر علي موقفه الحاسم الذي عبر فيه عن مشاعر كل المصريين، وعن مليار ونصف مليار مسلم في أنحاء العالم يعتبرون الأزهر الشريف مرجعيتهم والصوت الحقيقي للإسلام الحامل لرسالة المحبة والاعتدال والتسامح. كل التحية والتقدير لموقف الإمام الأكبر وهو يرد علي خطوة ترامب الحمقاء نحو القدس، فيرفض لقاء نائبه »بنس» ويلغي موعداً كان محددا له في العشرين من هذا الشهر، ويؤكد »أن الأزهر لا يمكن أن يجلس مع من يزيفون التاريخ، يسلبون حقوق الشعوب، ويعتدون علي مقدساتهم». ولا شك أيضاً أن هذا هو موقف كل الكنائس المسيحية وفي المقدمة منها كنيستنا الوطنية التي تعتز بوطنيتها وعروبتها، والتي رفضت أن تسمح لأقباط مصر بالحج إلي القدس إلا برفقة إخوتهم المسلمين بعد تحرير المدينة المقدسة من دنس الاحتلال الإسرائيلي. القرار الأحمق عن الرئيس الأمريكي ترامب يهين مشاعر الجميع، ويدوس علي حقائق التاريخ وأحكام القانون والشرعية الدولية. ومع ذلك يتصور الرئيس الأمريكي أن كل عواقب قراره الأحمق أن تحدث »هوجة» لبضعة أيام، ثم ينتهي الأمر بالقدس في قبضة المحتل الصهيوني، وبالمقدسات الإسلامية والمسيحية تحت رحمة النازين الجدد من صهاينة إسرائيل!! يتصرف الرئيس الأمريكي بعقلية »السمسار». لا يدرك أنه قد يربح تأييد الصهاينة له حتي لا يتم عزله بعد أن حاصرته الفضائح، لكن الثمن سيكون فادحاً وأمريكا تقف وحدها أمام العالم كله. حماقته تهدد بحروب دينية لا يعرف إلا الله كيف ومتي تنتهي. ومع ذلك يقف ترامب زهواً بشجاعة كاذبة، غير مدرك لحجم الجريمة التي ارتكبها في حق بلاده، وفي حق العالم كله.. حين تحول بأمريكا لتكون شريكاً كاملاً في كل جرائم إسرائيل. سيدرك أحمق البيت الأبيض أن كل رهاناته خاطئة وأن رد الفعل علي قرار مشاركته في محاولة اغتصاب القدس لن تكون مجرد »هوجة» كما يتوهم. سيفهم -أو لا يفهم!!- أن قراره سيوحد مواقف المسلمين والمسيحيين في العالم كله لحماية القدس. وأن كل محاولات تصفية قضية فلسطين لن تفلح. وأن التصفية ستكون للاحتلال النازي الصهيوني، وأن القدس ستبقي عربية للأبد. للأسف الشديد.. لا يسمع ترامب الآن صوت العالم كله وهو يدين قراره الأحمق بشأن القدس. لا يسمع إلا صوت نتنياهو وهو يعطيه صك دخول التاريخ!! لا يفهم ترامب أن التاريخ تصنعه إرادة الشعوب وتضحياتها، ولا تكتبه أبداً حماقات السماسرة.. حتي وإن سكنوا البيت الأبيض!!