فعلها الرئيس الأمريكي ترامب.. لم يسمع للعالم كله وهو يحذره من خطورة خطوته الحمقاء وأعلن الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، وبدء العمل في نقل السفارة الأمريكية إليها. وأيا كانت الدوافع التي قادت ترامب لاتخاذ هذا القرار الخطير، فإن عليه أن يتحمل مسئولية تحول بلاده إلي شريك كامل لاسرائيل في اغتصاب القدس العربية.. بكل ما يعنيه ذلك من نتائج قد يكون الغرور أو الجهل بالتاريخ قد أعماه عن رؤيتها!! واضح أن الرجل يراهن علي أن حالة الوطن العربي لا تمكنه من الوقوف ضد هذه الخطوة الأمريكية كما يجب، وعلي أن تطورات الوضع في المنطقة قد جعلت القضية الفلسطينية تتراجع في سلم الاهتمامات لدي الدول العربية بعد أن كانت هي القضية المركزية للعرب منذ النكبة. وأيضا يراهن علي أن انقسام الصف الوطني الفلسطيني قد أضعف قدرة شعب فلسطين علي المقاومة. يراهن الرجل علي كل ذلك فيتعامل باستخفاف مع الاعتراضات علي خطوته الحمقاء، متصورا أن ردود الفعل لن تتعدي بعض الاحتجاج وشيئا من بيانات الشجب،ثم تمر العاصفة ويترسخ القرار ويدخل هو تاريخ الصهيونية من أوسع أبوابه ويحصل علي تأييدهم الكامل ليعبر مشاكله داخل أمريكا، بينما يكتفي العرب بعد ذلك بالحديث عن نكبةجديدة في عصر تعودوا فيه علي النكبات!! لا يدرك الرجل أنه يتحدث عن القدس. ولا يعي شيئا من دروس التاريخ ولا يدرك أن حسابات الشعوب تختلف عن صفقات المقاولين والسماسرة. ولا يفهم أنه بقراره الأحمق يفتح صفحة جديدة في تاريخ صراعات المنطقة والعالم لا يعلم إلا الله المدي الذي تصل إليه. يقول بكل بلاهة إن ما أقدم عليه سيساعد علي تحقيق السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين، بينما هو ينسف كل احتمالات السلام ويفتح أبواب الجحيم علي المنطقة والعالم. ويقول لا فض فوه إن القرار يحقق مصلحة الولاياتالمتحدة، بينما هو يحيلها إلي شريك لاسرائيل في اغتصاب القدس ، ويجسد سياسة تعادي كل العرب ومليارات المسلمين والمسيحيين الذين تتعلق قلوبهم بالقدس العربية التي يتصور ترامب أنه قادر بقراره الأحمق أن يمنحها للصهاينة، فيسكت العالم علي جريمته ويشيدون بحكمته التي تقود أمريكا لقلب جحيم الكراهية.. يراه ترامب وحده محققا للمصالح الأمريكية!! المشهد يجسده أمران صدرا في وقت واحد بالعاصمة الامريكية : الأول تكليف ترامب للمسئولين في إدارته ببدء بناء مقر السفارة الامريكية في القدس. والثاني أمر عسكري بإرسال قوات »المارينز» لحماية السفارات الامريكية من غضب الشعوب حول العالم!!.