من أشهر القصص التي تضمنها القرآن الكريم في عقاب الله للمكذبين قصة صالح مع ثمود وصالح هو الرسول الثاني من العرب المسماة ثمود وهي بين الحجاز والشام »الأردن» وبدأ نبي الله صالح دعوته إلي قومه بتوحيد الله وترك عبادة الأصنام فقابله قومه بالتكذيب والعناد فقام صالح بتذكيرهم بما بين أيديهم من النعم التي كانوا يعيشون فيها من جنات وعيون وزروع ونخل ولكنهم كذبوه واقترح القوم »ثمود» أن يأتيهم بآية ومعجزة تدل علي صدقه فأخرج الله بين الجبال ناقة كاملة كبيرة الحجم تشرب الماء بكثرة في يوم ثم تقف فيحلب منها الجميع ما يملأ أوانيهم ويكفي جميع حاجاتهم وحذرهم نبي الله صالح من إيذاء الناقة أو الاعتداء عليها ولكن العناد جعل أهل ثمود يوجهون انتقامهم إلي الناقة فعقروا الناقة وعثوا عن أمر ربهم واستعجلوا عذاب السماء وطلبوا من صالح أن يأتيهم بهذا العذاب إن كان صادقا. فأرسل الله عليهم عذابا مهلكا جزاء عدوانهم وتكذيبهم فقد كذب ثمود رسولهم وجحدوا رسالته ثم عقروا الناقة فأمهلهم صالح ثلاثة أيام علهم يتوبون عن فعلتهم ثم أنزل عقابه عليهم فأهلكهم الله. وقد كان أهل ثمود يسكنون الجبال في الشتاء وينزلون إلي السهول للزراعة في الصيف وكانوا يسكنون القصور وينحتون في الجبال البيوت فقد كانوا في حضارة عمرانية ولكنهم عاندوا نبي الله صالح رغم علمهم بأنه من المرسلين وتعمدوا فعل وارتكاب المنكر وتجاوزوا الحد في الاستكبار وبعد قتلهم الناقة تحدوا صالح وقالوا اجعل ربنا ينزل علينا عذابه فأخذتهم الرجفة أي الزلزلة الشديدة التي وصفت بالصيحة وبالطاغية فأصبحوا في ديارهم جاثمين مقلوبين علي وجوههم لا حراك لهم. وكان نبي الله صالح قد غادر أرضهم بعد يأسه منهم وتركهم للمصير الذي جلبوه لأنفسهم وصاحب صالح عدد ممن آمن معه وتركوا ثمود جثوماً هامدين.