انتهت امتحانات الثانوية العامة، بل وقاربت النتيجة علي الظهور، مرت الامتحانات بسلام، انحسر فيها الغش والتسريب، والفضل يرجع بكل تأكيد لنظام البوكليت، الذي وصفه وزير التربية والتعليم بأنه نظام عبيط، فقد بدأ الدكتور طارق شوقي وزير التربية التعليم، مشواره الوزاري بعد تعيينه وزيرا، بتصريحات استفزت الكثيرين عندما قال: »إن كثرة الحديث عن البوكليت غير مطلوبة، لأن البوكليت فكرة عبيطة لا تستحق الكلام الكتير، والإعلام عمل منه بعبع» تصريحات الوزير جاءت علي عجالة ودون تروي، فنظام البوكليت وضعه الوزير السابق، وتمت مناقشته داخل لجنة التعليم بمجلس النواب، بناء علي دراسات علمية كافية، نواب كثر في مجلس النواب، هاجموا الوزير مؤكدين أن نظام بوكليت الثانوية العامة تمت الموافقة عليه بناء علي دراسات علمية بحتة، وأن هذا النظام سوف يساعد علي منع تسريب امتحانات الثانوية العامة، وأن نظام البوكليت وضعه الوزير السابق وفقًا لدراسات علمية قامت لجنة من الوزارة بها، لتقليل نسبة الغش والتسريب والتشويش لامتحانات الثانوية العامة، وليس كخطة لتطوير التعليم في مصر، كثرة الهجوم جعلت الوزير يتراجع نوعا ما قائلا إن نظام البوكليت مستمر، وشغال، وسيستمر العمل به، وأن نظام البوكليت مجموعة من الأسئلة الاختيارية، ثم غير الوزير رأيه بعد نجاح البوكليت في القضاء علي الغش والتسريب قائلا: إن تجرِبة امتحانات الثانوية العامة التي تم تطبيقها هذا العام بدمج ورقتي الأسئلة والإجابة في كراسة واحدة، والمعروفة إعلاميًّا بالبوكليت، حققت نجاحا كبيرا ومنعت عمليات تسريب الامتحانات، وقضت علي أسطورة شاومينج مؤكدا تكرار تجرِبة »البوكليت» طوال مدة بقاء نظام الثانوية العامة الحالي، والسؤال لماذا اتهم الوزير نظام البوكليت، وهل السبب لأنه من بنات أفكار وزير سابق، ولماذا عندما اكتشف نجاح النظام، لم يعتذر للوزير السابق، ومن جانبي أقترح علي معالي رئيس مجلس الوزراء استحداث وزارة جديدة، مهمتها متابعة تصريحات الوزراء والمسئولين، لمعرفة مدي دقتها وصدقها، وصولا إلي عصر من الشفافية، ينافي عصر شفافية وزراء مبارك، وينافي أيضا عصورا كان فيها حكام مصر القديمة، من الفراعنة يقومون بطمس كل ما قدمه سابقوهم لمجرد أنهم سابقون، فضيلة الاعتذار عن الوقوع في الخطأ أفضل بكثير من التمادي فيه، وأرجو من معالي وزير التربية والتعليم، أن يجيب علي هذا السؤال: هل مازال البوكليت فكرة عبيطة؟!.