هل المغالطات التاريخية وجهة نظر؟! هل تشويه الحقائق وتزييف الوعي رؤية فنية يمكن أن نختلف حولها؟! هل مسلسل الجماعة (الجزء الثاني) بأستاذ تاريخ (حمادة حسني) لمراجعة العمل، هو المعروف بميوله الإخوانية، وكراهيته الشديدة لعبد الناصر، إلي حد وصفه بالسفاح!!.. هل يمكن أن نتكلم عن الموضوعية والنزاهة العلمية؟ خاصة والمسلسل يتناول علاقة ثورة يوليو بالإخوان، وعلاقة عبد الناصر والضباط الأحرار بسيد قطب؟! مقدمات مسلسل (الجماعة - الجزء الثاني) من حيث المشرف الإخواني وكراهيته لعبد الناصر، وموقف المؤلف نفسه (وحيد حامد) المضاد لعبد الناصر.. كان لابد أن تنتهي بالكثير من التضليل وتزييف الوعي بقصدية أو حتي بدون قصدية.. أسئلة عديدة يفرضها مسلسل الجماعة، بعيدا عن الرؤية الفنية للمخرج شريف بنداري.. يقدم المسلسل شخصية سيد قطب كشخصية ثورية قائدة وملهمة تهيمن علي كل من حولها.. هو المفكر الفيلسوف يشرح وينصح ويقترح، حتي نظنه قائد الثورة وزعيمها الحقيقي!! بينما يجلس عبد الناصر وأعضاء مجلس قيادة الثورة، أشبه بالتلاميذ!!.. ويضيف المسلسل أن سيد قطب هو من أطلق علي حركة الضباط الأحرار اسم (الثورة) رغم أن التاريخ يسجل لطه حسين، أنه أول من أطلق عليها اسم الثورة في مقال له عام 1954 صحيح أن عبد الناصر انضم للإخوان عامين من عمره، مثل كثيرين خاضوا تجارب مختلفة ثم صوبوا خطواتهم (وانضمام عبد الناصر للإخوان أو عدم انضمامه، ليس موضع الخلاف).. لكننا نتوقف أمام محاولات المسلسل تفريغ شخصية عبد الناصر من قيمها وقوتها وفكرها.. تفريغ الثورة، وتفريغ التاريخ من مضمونه الحقيقي.. والإصرار علي تقديم سيد قطب (المفكر الإخواني) كزعيم للثورة! ونصير للعمال! وصاحب اقتراح الإصلاح الزراعي!!.. خطورة مسلسل (الجماعة 2) في محاولة تزيين الإخوان واستعادتهم بصورة إيجابية، متجاهلين العنف الدموي والاغتيالات التي قاموا بها.. من قتل النقراشي إلي قتل الخازندار!!