هناك عدد من الحقائق الموضوعية القائمة علي أرض الواقع المحلي والاقليمي والدولي، لابد أن توضع موضع الاعتبار، خلال النظر والمتابعة للزيارة الحالية التي يقوم بها الرئيس عبدالفتاح السيسي للولايات المتحدةالامريكية، ومباحثاته الرسمية الأولي التي تعقد اليوم مع الرئيس الامريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض. تستمد هذه الحقاق أهميتها وحيويتها، من تأثيرها الكبير والمتوقع علي النتائج التي يمكن أن تتمخض عنها الزيارة والمباحثات، وما يمكن أن تضيفه بالايجاب خلال تبادل الرأي والرؤي في الأوضاع والقضايا الاقليمية والدولية محل البحث والمناقشة. ويأتي في الصدارة من هذه الحقائق، الادراك الواعي لدي الطرفين المصري والامريكي، بأهمية وضرورة اعطاء دفعة قوية للعلاقات بين الدولتين، بحيث تصبح فعلا وواقعا علاقة شراكة استراتيجية حقيقية، قائمةعلي أسس صحيحة وسليمة لتحقيق المصالح الاستراتيجية لكل منها. وثاني هذه الحقائق هو ذلك الاصرار البادي من الطرفين علي ان تكون هذه الشراكة الاستراتيجية قائمة علي اساس الاحترام المتبادل بين الدولتين،وعدم التدخل في الشئون الداخلية لكل منهما،..، وان تكون تعبيرا صحيحا وواعيا بدور وثقل مصر الاقليمي ودور وثقل الولاياتالمتحدة كقوة دولية فاعلة ومؤثرة. وثالث الحقائق وأكثرها وضوحا هي تلك الهجمة الارهابية الشرسة التي يتعرض لها العالم الآن، وما تتطلب من توحد القوي الدولية لمواجهتها والقضاء عليها،..، وما تقوم به مصر حاليا وطوال السنوات الثلاث الماضية من حرب ضارية ضد الجماعة الارهابية، ومواجهة شاملة ضد عصابات الإفك والتطرف والضلال،..، وهو ما يجعل لها دور فاعل ومؤثر في الجهود الدوليةلمقاومة الارهاب والتوجهات الامريكية لمحاربته. أما رابع الحقائق فهي ان الزيارة تأتي في ظل الحاجة الملحة عربيا واقليميا ودوليا، لايجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية ينهي الاحتلال الاسرائيلي، ويقوم علي اساس حل الدولتين بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة علي حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف،..، وهو الحل الذي أكدت عليه القمة العربية التي عقدت بالاردن منذ أيام، وكلفت الرئيس السيسي بنقله الي الرئيس الأمريكي، بوصفه الحل العادل الذي تراه مصر وفلسطين والعرب جميعا.