ليس هناك من تعليق بعد الحادث الإ رهابي الإجرامي الذي استهدف حياة السفير الروسي في تركيا أثناء زيارته لأحد المعارض وسط العاصمة أنقرة سوي أن نقول : اللهم لا شماتة. إننا كدولة مصر التي تحارب بكل شجاعة وجسارة الإرهاب الأسود الذي ابتلي به العالم وكذلك كمواطنين مصريين نعاني من هذه الجرائم يتملكنا الحزن والأسي مستنكرين هذا الحادث الخسيس. يأتي ذلك انطلاقا من انه استهدف أمن وأمان الدولة التركية بشعبها المسلم الصديق وكذلك حياة سفير دولة روسيا الصديقة التي تدعم دوما قضايانا العربية. هذا الحادث الأليم ما هو إلا محصلة سياسة نظام أردوغان الحاكم في تركيا الذي اختار - ومن واقع تجربتنا معه - التحالف مع الإرهاب الإخواني الذي يقف وراء الاعمال والممارسات الإرهابية التي نواجهها بكل حسم وصلابة. إن هذا الحادث الأثيم يعود أيضا إلي الاستراتيجية التي تبناها هذا الأردوغان باستخدام التنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق وليبيا ومصر وعلي رأسها داعش لصالح أطماعه وخدمة احقاده وتطلعاته العثمانية تجاه الأمة العربية. هذه المواقف والتوجهات غير السوية التي تحكم هذه الاستراتيجية الاردوغانية كانت ركيزة التقارب والتعاون مع دولة قطر التي تشاركه رعاية جماعة الإرهاب الإخواني وكل الانشطة التي تعمل علي تمزيق وتخريب الدول العربية. كل هذه العوامل كانت وراء تنامي أعمال التطرف وما يرتبط بها من فكر إرهابي انقلب علي راعيه وداعمه تفعيلا للمثل الذي يقول »وانقلب السحر علي الساحر». أعتقد ومهما كانت الاضرار التي أصابتنا ومازالت تصيبنا من وراء هذا الطريق الضال الذي سلكه ويسلكه أردوغان الباحث عن مجد وهمي ملوث بالدماء.. فإن مصر ملتزمة بالقيم والمبادئ والمواثيق الدولية. إنها ومن هذا المنطلق تؤكد تمسكها حكومة وشعبا بروابطها مع تركيا وتقف بكل مشاعرها مع الشعب التركي. هذا الامر الذي يدفعها إلي الرفض والتنديد بهذه الجريمة الشنعاء وبكل جرائم الإرهاب الذي تتعرض له الدولة التركية وأي دولة أخري في العالم. ليس من وسيلة لفاعلية ونجاح عمليات التصدي لهذا الإرهاب سوي أن يقف العالم متوحدا متبنيا تحركاً صادقاً لمحاصرة هذا الإرهاب وتصفيته. هذا لا يمكن أن يتحقق إلا إذا آمنت جميع الدول بأنه لا أحد بعيد عن غدر هؤلاء الإرهابيين الذين لا دين لهم ولا مبدأ. إن مصر التاريخ والتراث والحضارة كانت سباقة في هذه الخطوة عندما تقدمت في بداية السنوات العشر الأخيرة من القرن الماضي بمشروع للأمم المتحدة ومجلس الأمن من أجل الوقوف ضد هذا الإرهاب. هل حان الوقت لإدراك العالم صدق هذه المبادرة التي كانت قد تقدمت بها مصر بالعمل والتعاون من أجل تحقيق هذا الهدف لصالح الإنسانية كلها؟