رغم تداعيات وانعكاسات الانقلاب العسكري الفاشل علي أحوال تركيا المتردية فإن نظام الدكتاتور أردوغان مازال متمسكا بالعناد والغباء التركي. هذا الموقف يتناقض وما تحتاجه متطلبات ما حدث من تفرغ لمعالجته. إنه يتمثل في استمرار حالة الهذيان ضد ما قررته إرادة الشعب المصري بإسقاط حكم الإرهاب الإخواني. هذه الحالة المرضية التي مازالت تتملك أردوغان وبطانته سببها حالة الاحباط نتيجة سقوط حلمه العثماني بالسيطرة والهيمنة علي شئون مصر من خلال انتمائه وتحالفه مع جماعة الإخوان الإرهابية. في هذا الشأن فإن ما يصدر عن رجال حكومة أردوغان فيما يتعلق بالعلاقات مع مصر يتسم بالاضطراب وعدم الاتزان والتخبط. هذا التعامل المرضي تجسده تصريحاتهم التي تتحدث عن أهمية العمل علي إصلاح العلاقات المصرية التركية وأنه ليس هناك ما يمنع من تبادل الزيارات بين المسئولين في البلدين لتحقيق ذلك. في نفس الوقت يتناولون فيما يقولونه اشارات ليس من تفسير لها سوي معاودة التدخل في الشئون الداخلية المصرية. إنهم وبدلا من الانشغال في محاولات الخروج من الازمة الصعبة التي تعيشها تركيا حاليا فإنهم يتحدثون بمرارة وأوهام عن إسقاط الحكم الاخواني ومحاكمة رموزه قضائيا علي ما ارتكبوه من جرائم في حق مصر وشعبها. رغم الردود الرسمية القوية من جانب الخارجية المصرية علي تصريحات رئيس وزراء تركيا ومسئولي حكومته والتي تتعارض في مضمونها مع المواثيق والاعراف الدولية فإنهم مازالوا مستمرين في سلوك هذا الطريق الخاطئ. آخر ما صدر عن هذا النظام الاردوغاني الذي يحكم تركيا بالحديد والنار جاء من وزير الخارجية التركي »أوغلو» الذي جسد أحلام رئيسه بالوصاية علي مصر وشعبها لصالح جماعة الإرهاب الإخواني. في هذه المرة انبري قائد الدبلوماسية المصرية وزير الخارجية سامح شكري ليرد علي هذه الترهات بعقلانية وبدون انفعالية مشيدا بما أشار إليه الوزير التركي عن أهمية تحسن العلاقات بين البلدين ولكن شكري استنكر أن يحيد عن الطريق الصحيح برهن هذه الخطوة باحتضان مصر للرؤية التركية ازاء ما تتخذه من مواقف سياسية هي من صميم حقوقها وسيادتها. الشيء المثير للعجب وفقا لما ذكره سامح شكري أن وزير الخارجية التركي جنح إلي تقييم الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية في مصر وكان أولي به أن يهتم بما تشهده بلاده من تداعيات للأوضاع الاقتصادية وانتهاك للحريات تعكسه عمليات الاعتقال لعشرات الآلاف من الاتراك وتقديم عشرات الصحفيين والاعلاميين إلي المحاكمات. لم يقتصر هذيان الوزير التركي علي التدخل في الشأن المصري ولكنه اتهمنا ايضا بأننا حرضنا دولا أخري علي نظام »أردوغان» الحاكم وهو ما وصفه سامح شكري بإنه ضرب من الوهم مصدره الحنين إلي عهود مضت. أكد وزير الخارجية أن مصر احجمت عن اتخاذ أي ردود فعل غير مسئولة تجاه هذا التجاوز من مسئولي أردوغان مؤكدا علي اعتزاز مصر بعلاقاتها التاريخية بتركيا وحرصها علي مصالح الشعب التركي. أشار إلي أن مواقف مصر تلتزم دائما بالقيم والمبادئ والمواثيق وكل الاعراف الدولية في تعاملاتها مع كل دول العالم.