يا إلهي، أنت اخترت من تحبهم الي جوارك، وليس مثلي من تنتظره أن يتضرع إلي جلالك ، لترحم أخي وحبيبي جمال هاشم، أنت تعلم به أكثرمن جميعنا، سنبكيه طيلة عمرنا، ولكننا لانملك إلا التسليم بقضائك واختيارك له ليستريح من أوجاعه، وليس لنا سوى التوسل إليك يارب؛ أن تمنحه سلاما لروحه الطيبة، كما منحنا المحبة و السلام و الفرحة طوال سنواته التي عاشها بيننا، كريمًا ودودًا، يغضب فقط حين يرى شخصًا يظلم آخر، يتحداه و يواجهه، حتى لوكان من أقرب أقربائه. يا إلهي، أعلم أن أمثال جمال هاشم، لا يموتون، إنه انتقال لعبيدك المحبين يارب الى حياة أخرى، استرح يا جمال في أحضان الرحمة الإلهية، ولتنعم بصحبة الصديقين والبررة، زوجتك أختي أم مصطفى، وأبناؤك مصطفى وميرفت ومحمود ومحمد ومؤمن، في أعين وقلوب كل محبيك، ومن يراهم حتما سيعرف أن أباهم لم يرحل، ولكنه يعيش فيهم، وفي وجوههم الطيبة، ومثلي لا يخامره شكٌ؛ أن طيبتك تسربت إليهم، فصاروا شبهاءك في كل شيء، وسيكملون مسيرتك في محبة الناس ومشاركتهم أفراحهم وآلامهم وخدمتهم بلا مقابل. ستبقى معى في قلبي ومخيلتي، لا تزال صورتك ونحن نجلس على عتبة المسجد، نحكى ونتسامر من العصر الى المغرب، وستظل مداعبتك لي وقتها: " يللا ادخل صلي لك ركعتين" دليل على روح المحبة المصرية، تدخل لتصلي، وبعد أن تنتهي، نلتقي مرة أخرى، لنواصل مسامراتنا مع الشيخ عبد الرحمن أبو حسين، والشيخ محمود نعمان وعم راتب محمد ،وغيرهم رحمهم الله جميعا أخي وحبيبي جمال، أتعبناك كثيرًا، نحن والمرض، وأزعجناك بما يكفي، لقد قصرت معك رغمًا عني، فلتسامحني يا ابن أمي، واسترح مع أمي الحاجة حميدة، وصديقي وأخي محمد هاشم، وعمنا هاشم، واخوتنا الأحباء؛ سيد فهمي وجاب الله صديق، وخلف محمد علي، وابراهيم العوامي وغريب نور الدين، ومحمد على خطوري، والحاج جلال محمود، ومحمد توفيق، وحربي أحمدعلي، ورمضان عبد العال..وغيرهم من الطيبين، فلتنعموا بجنان الخلد، بقدر ما عشتم حياتكم بشراً محبين،في زمن ندر فيه البشر! أخي وحبيبي جمال، أقول لنفسي كثيرًا: كيف لي أن أحزن وأنت زارع البهجة فينا؟! لكن إنسان ضعيف مثلي، لم أكن أقوى سوى بمحبتك، فحزني على فراقكم طيلة العمر، ولي في أبنائك الطيبين "أبنائي" خير عزاء وأبقى ذكرى أبد الحياة