لاشك ان مصر والصين ترتكزان علي اعظم حضارتين عرفتهما البشرية، واذا كانت الصين في العصر الحديث قد اعطت المثال الحي ان بلد الحضار قد تغيب عنه الشمس نتيجة الكسوف وليس نتيجة الغروب فان الواجب يحتم علينا أننا احفاد لاجداد بنوا اعظم حضارة وسر عظمتها انها لم تكن ابدا حضارة قاسية بل كانت حضارة متماسكة عنوانها وجود مشروع تاريخي التف حوله الشعب بكل تصميم وارادة والواضح ان التجربة الصينية في التنمية في العصر الحديث قد فجرت التأكيد علي هذا الافتراض ويجب ان تعلم الاجيال الصاعدة ان التجربة المصرية في التنمية في العصر الحديث قد فجرت التأكيد علي هذا الافتراض ويجب ان تعلم الاجيال الصاعدة ان التجربة المصرية في التنمية في العصر الحديث قد سبقت التجربة الصينية فقد بدأنا اول خطة خمسية عام 1961 وحققنا 8.6٪ معدل نمو اقتصاديا في حين ان الصين بدأت بعدنا بسنوات قليلة وحققت 4.6٪ معدلا اقتصاديا الا ان الاتجاه الحقيقي للصين نحو التنمية لم يبدأ الا عندما قام دينج سياو دينيج الاب الروحي للنهضة الصينية يوضع مشروع تاريخي للصين ان تكون خلال خمسين عاما صاحبة الريادة علي مستوي العالم فكان هذا هو المشروع التاريخي الذي انبثقت منه مجموعة من الاستراتيجيات والغايات الكبري التي كانت تدورحول التحول التدريجي من الاقتصاد المخطط الي اقتصاد السوق والمزج بينهما والاتجاه نحو الاصلاح.. الاصلاح اولا في الريف حتي يتحقق الاكتفاء الذاتي للشعب الصيني الفقير ثم ضرورة الاستفادة القصوي من التكنولوجيا بما يستقيم مع الاستفادة من الميزة النسبية للدولة الصينية اليافعة والتي اغلب سكانها من الشباب واخيرا فتح الباب امام الاستثمارات الاجنبية وحتي يتحقق ما سبق كان لابد من تحديد آليات تحقيق الفجوة بين الشرق والغرب في التنمية الاقتصادية لضمان تحقيق العدالة الاجتماعية الحقيقية التي تؤكد ان مصر عقب حرب اكتوبر 3791 سارعت نحو العمل علي تحقيق الغايات الكبري السابق الاشارة اليها في التجربة الصينية ولكن اليات التنفيذ لم نستطع تحقيقها فالحكومة التي جاءت عقب حرب اكتوبر لم تكن حكومة امينة ولا نظيفة خاصة عند اختيار الكفاءات كما ان الفجوة بين الشمال والجنوب »الصعيد» ازدادت ولم تستطع الحكومة كبح معدل التضخم.. ولكننا نؤكد علي اية حال اننا ما كنا لنحقق نجاحا في تحقيق التنمية مثلما حققت الصين لسبب بسيط اننا لم نكن دولة يافعة في هذه الفترة عكس الصين ولكننا الان بكل تأكيد دولة يافعة اكثر من 09٪ من سكان مصر تحت سن الخمسين وهذا لا يتحقق لدولة الا بعد فترات طويلة مما يمنحنا القوة والعزيمة والتصميم علي تحقيق الغايات الكبري لسبب وضوح المشروع التاريخي الذي يجب ان يدور حول عودة الريادة المصرية علي الساحة العربية والشرق اوسطية والافريقية من خلال تحقيق غايات كبري ترتكز حول: • تحقيق التنمية الاقتصادية ورفع مستوي المعيشة. مضاعفة الناتج القومي 4 مرات خلال العشرين سنة القادمة. تحقيق التحديث بصورة اساسية ومستمرة. وهذا لن يتحقق الا بالاهتمام بالعمل والايمان بان الوطن ينادينا جميعا ان نجعل ارادة الحق تنتصر علي كل ارادة لانها جزء من ارادة الله سبحانه وتعالي.