التعريف بالدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة للكتاب كالتعريف المهيب بأحد المعالم الثقافية الهامة، فإنجازات الرجل في كل موقع ثقافي تقلده هي عنوان لجهده الدؤوب ونجاحاته المبهرة في سبيل دعم وإعلاء الثقافة المصرية، وهو المثقف الثورجي الذي تقدم الصفوف في كل محنة وطنية. عرفته قبل عدة سنوات أستاذا جامعيا مرموقا ومسئولا عن النشر في المجلس الأعلي للثقافة وقت أن كان د.جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق أمينا عاما لهذا المجلس العريق، وقد أصدر د.أحمد مجاهد وقتها أروع الكتب وأقيمها وكان يشرف بنفسه علي كل تفاصيلها من أول المادة المكتوبة مرورا بالصور ووصولا للأغلفة البديعة التي كان يتخيرها بنفسه لتخرج الكتب في أبهي حلة وأكثرها جذبا للقارئ. وعندما انتقل لرئاسة الهيئة العامة لقصور الثقافة كان المجال سانحا له كي يقدم الخدمة الثقافية الجماهيرية كما يجب أن تكون، فكان يشرف بنفسه علي الأنشطة الثقافية التي تلتحم بالناس التحاما مباشرا يجعلها أكثر فاعلية وجدوي.. كان د.مجاهد مشتعل الحماس موفور الهمة، مكرسا كل ملكاته لإثراء الهيئة، وأما الكتب التي تصدر عنها فقد دعمها بخبرته فخرجت المطبوعات والسلاسل والنفائس التراثية والذخائر.. وجدير بالذكر أنه أشرف علي طباعة وإصدار النسخة الكاملة من ألف ليلة وليلة وغيرها من كتب التراث القيمة. وفي هيئة الكتاب التي انتقل فيما بعد لرئاستها، خاض معركته الكبري ضد وزير الثقافة الإخواني علاء عبدالعزيز الذي أعفي د.مجاهد من منصبه دون سبب مع كوادر أخري مثل د.إيناس عبدالدايم المديرة لدار الأوبرا آنذاك. دخل د.أحمد مجاهد معركة شرسة ضد الوزير المذكور وكانت وقفته مع المثقفين والفنانين داخل وزارة الثقافة معتصمين لأكثر من أسبوعين نواة مشرفة لثورة 03/6 المضيئة، فكانوا بمثابة الشعلة التي بدأتها. وجدير بالذكر أن الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي قام بسحب دواوينه من هيئة الكتاب فور علمه بإقالة د.أحمد مجاهد تضامنا منه مع المثقف الكبير الذي عاد إلي منصبه رئيسا لهيئة الكتاب ليستكمل مسيرة التثقيف والتنوير.