اكد طارق المهدوي المستشار الإعلامي برئاسة الجمهورية والمسئول السابق عن متابعة ومراقبة "كارلوس" الثائر الفنزويلي الذي ترك أمريكا اللاتينية وجاء للمنطقة العربية ليساند الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال الصهيوني، أن منظومة المناورات السياسية السامة للاستعمار البريطاني وحلفائه داخل المعسكر الرأسمالي الغربي والمعروفة باسم "فَرَّقْ تَسُدْ" أفرزت عدة خطط لتقسيم العالمين العربي والإسلامي، ابتداءً بمعاهدة "سايكس بيكو" عام 1916 مروراً بإعلانات "جابوتسكي" عام 1937 و "بنجوري" عام 1957، وانتهاءً بمشروع رجل المخابرات البريطانية "برنارد لويس" الذي نشرته مجلة وزارة الدفاع الأمريكية عام 1980، ليحصل بسببه "لويس" عام 1982 على جنسية الولاياتالمتحدةالأمريكية . واردف المهدوي فى حوار خاص أن "لويس" عرض مشروعه أمام الكونجرس الذي أقره في جلسة سرية عام 1983 كإحدى الاستراتيجيات المستقبلية الأمريكية القابلة للتنفيذ بالشرق الأوسط ، ويقوم مشروع "برنارد لويس" على أساس فكرة شيطانية هي أن حماية مصالح المعسكر الرأسمالي الغربي الذي أصبح تحت القيادة الأمريكية من أية أخطار عربية أو إسلامية في المستقبل، تحتم تفكيك الوحدة البنائية الداخلية لكل الدول العربية والإسلامية إلى مجموعة من الدويلات والكانتونات العرقية أو العشائرية أو الدينية أو الطائفية أو المذهبية، مع دفع تلك الكيانات المجتزأة لعدة حروب بينية وصولاً إلى التدمير الشامل والمتبادل لبعضها البعض. وبموجب مشروع "برنارد لويس" فإن "مصر" يجب أن يتم تقسيمها إلى أربع دويلات تتمثل فى الأتى :_ إحداها "بدوية" عاصمتها "العريش" وتستحوذ على كل شبه جزيرة سيناء حتى الضفة الشرقية لقناة السويس وتكون تابعة لإسرائيل، والدولة الثانية "قبطية" عاصمتها "الإسكندرية" وتستحوذ على الجزء الشمالي الغربي لمصر المتاخم للبحر المتوسط والحدود الليبية والذي يمتد جنوباً حتى خط عرض 26 وشرقاً حتى خط طول 30، أما الدولة الثالثة فهي "نوبية" عاصمتها "أسوان" وتستحوذ على الجزء الجنوبي لمصر المتاخم للحدود السودانية من أقصى شرقه إلى أقصى غربه لينتهي شمالاً عند خط عرض 26 ويمتد جنوباً ليضم إقليم النوبة السوداني، ويتبقى إقليم جغرافي ضيق للدولة الرابعة والأخيرة وهي "مصر العربية الإسلامية" وعاصمتها "القاهرة" وتستحوذ على الجزء الذي يحده البحر المتوسط شمالاً والبحر الأحمر شرقاً وخط عرض 26 جنوباً وخط طول 30 غرباً. وأشار المهدوى أن إقرار الكونجرس الأمريكي في عام 1983 لمشروع "برنارد لويس" التفكيكي الشيطاني هو بمثابة إعلان وراثة "واشنطون" رسمياً لأسلوب المناورات السياسية البريطانية السامة المعروفة باسم "فَرَّقْ تَسُدْ" باعتباره الأكثر تحقيقاً للمصالح الأمريكية في العالمين العربي والإسلامي بما فيها تلك المتعلقة بضمان التفوق الإقليمي لوكيلها الإسرائيلي اقتصادياً وعسكرياً وأمنياً، إلى الدرجة التي تكفل له استمرار التوسع والهيمنة على حساب أراضي جيرانه وسيادتهم. ورغم أن الوراثة الأمريكية للأسلوب البريطاني المناور قد استبدلت في بدايتها بعض أدواته التنفيذية بأخرى من ابتكارها، إلا أنها اضطرت لاحقاً للعودة إلى استخدام أدوات المناورات الأصلية تحت ضغط استشعارها بخطورة التحدي الاقتصادي العالمي الذي أصبحت "الصين" تشكله عقب انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1992، هذه الأدوات التي شملت فيما شملته قيادات وحكومات وجيوش وأحزاب وجماعات كان من بينها جماعة "الإخوان المسلمين" إلى جانب بعض القيادات العليا لعدة مؤسسات رسمية في مصر. نقلا عن الفجر