«هذه خطوة اقتصادية بحتة وليس لها علاقة بالسياسة، وأولا وأخيرا هى أحد مطالب الثورة التى أخَّرها العسكر مثلما أخَّروا كل مطالب الثورة». هكذا علق المنسق العام لحركة كفاية محمد الأشقر على قرار وقف تصدير الغاز إلى إسرائيل، مشددا على أنه إذا كان لأحد فضل فى هذا القرار فهى دماء الشهداء التى سقطت من أجل رفض نهب المال العام المصرى وتصدير الغاز إلى العدو الصهيونى بأرخص الأثمان. الأشقر يرى أن المجلس العسكرى الآن يحاول استثمار هذا القرار، وتصديره للرأى العام باعتباره نصرا قوميا حققه على إسرائيل، ولو كان هذا القرار سياسيا كما يدعى فلماذا لم يتم إصدار هذا القرار عقب استشهاد الجنود المصريين برصاص الصهاينة بدلا من أن يصدره الآن؟! الأشقر شدد على أن المجلس العسكرى عليه أن يترك أمور السياسة ولا يتحدث فيها كثيرا، لأنه سبب الأزمات السياسية التى تمر بها البلاد الآن، وعليه أن يدرك أن الشعب المصرى أكثر وعيا ويعرف من هم أصدقاء إسرائيل ومن أعداؤها. خالد تليمة، عضو ائتلاف شباب الثورة، يرى أن القضية برمتها ليست أكثر من خلافات اقتصادية بين شركتين، وأضاف «كنا نتمنى أن يكون قرارا سياسيا ليسترد جزءا من كرامة المصريين التى أهدرها وأهانها نظام مبارك، ولكن الجميع يعلم أن المجلس العسكرى ورث عن نظام مبارك كل شىء، بما فيه علاقاته القوية بإسرائيل والولايات المتحدةالأمريكية». تليمة أضاف أن من صادقوا إسرائيل لأكثر من ربع قرن، ومن يجرون مناورات عسكرية مع أمريكا وغيرها لا يمكن أن يوهمونا الآن بأن هناك خلافات سياسية بينهم وبين إسرائيل، أو أن هناك توترا فى العلاقات، والقصة لا تعدو أكثر من خلاف تجارى، ولكن المجلس العسكرى يحاول استثماره سياسيا، والدليل على هذا أن وقف التصدير سببه إعادة النظر فى العقود، وليس سببه إعادة النظر فى العلاقات مع إسرائيل مثلا. النائب أمين إسكندر -عضو مجلس الشعب- أشار إلى أن وقف تصدير الغاز كان أحد المطالب فى الشارع المصرى وفى البرلمان أيضا، والفرق أننا لم نكن ننظر فقط إلى الفساد الاقتصادى والسرقة التى احتوتها عقود التصدير فقط، ولكننا كنا ننظر إلى الموضوع كموقف مبدئى من الذين يقتلون أبناءنا ويعتدون على أراضى الوطن العربى، ولكن المجلس العسكرى لم يكن ينظر إلى القضية بنفس النظرة، وكان يرفض الاستجابة للإرادة الشعبية، وأضاف «أعتقد أنه أجبر على هذا الآن، نظرا لتوقف الشركة الصهيونية عن دفع الأموال وكذلك لاحتياجه لأى رضا شعبى عنه بعدما تسببت سياساته فى هذا الفشل السياسى والاقتصادى الذى وصلنا إليه». إسكندر شدد على أن المجلس العسكرى يعلم جيدا، وربما أكثر منا، بمدى علاقاته الجيدة مع الكيان الصهيونى وأن هذه القضية اقتصادية وليست سياسية على الإطلاق.