إليه سيؤول الأمر كله، بتسلمه أوراق محاكمة القرن فى نسختها المعادة، حيث صدرت الأوامر بإعادة محاكمة الرئيس السابق مبارك ونجليه ووزير داخليته ومساعديه إلى دائرة المستشار مصطفى حسن عبدالله بمحكمة جنايات جنوبالقاهرة. منذ أسابيع، أصدر «عبدالله» أحكاماً بالبراءة لجميع المتهمين فى قضية «موقعة الجمل» الشهيرة لرموز نظام مبارك، الأمر الذى أثار الشارع، فخرج المدافعون «الرجل معروف حياده التام فى جميع القضايا التى نظرها للدرجة التى جعلته يصدر حكماً ببراءة مرتضى منصور الذى كان متهماً فى قضية (الجمل) على الرغم من العديد من الأحداث التى تسبب فيها مرتضى أثناء نظر القضية، بدءاً من التظاهر ضد القاضى والمحكمة داخل القاعة ثم التقدم بعدة طلبات رد ضده إلى محكمة الاستئناف رُفضت جميعها إلى حد تحطيم المنصة فى إحدى الجلسات، لكن عبدالله وعلى الرغم من تغيب مرتضى عن حضور الجلسات وإصدار المحكمة قراراً بضبطه وإحضاره هو ونجله ونجل شقيقته أصدر القاضى حكماً ببراءتهم جميعاً دون اعتبار لما فعله بالمحكمة، وقال فى غرفة المداولة قبل النطق بالحكم لعضوى المحكمة الآخرين: أحتسب ما حدث عند الله». «عبدالله» هو القاضى الذى نظر قضية تراخيص الحديد الخاصة بشركة «عز الدخيلة» المملوكة لأحمد عز وعدد آخر من الشركات، وأصدر فيها أحكاماً قاسية سُجن على أثرها «عز» 10 سنوات، ورشيد محمد رشيد 15 سنة وألزمهما برد أكثر من مليار ونصف المليار جنيه. قوة شخصيته داخل قاعة المحكمة هى أبرز ما عرف عن القاضى مصطفى عبدالله، فظهر ذلك فى حرصه الشديد على الانضباط خلال الجلسات، وعدم السماح مطلقاً بالخروج على نظام الجلسة، بدءاً من إثبات حضور المتهمين إلى عدم السماح لأى شخص بالحديث دون إذن، وتشهد القضايا التى ينظرها مشادات بينه وبين المحامين لإصراره الدائم على تطبيق قانون الإجراءات الجنائية كما هو دون إخلال، فهو لا يسمح لأحد بمقاطعة الشهود أثناء الإدلاء بأقوالهم، وحينما فعلها مرتضى منصور فى إحدى جلسات قضية «موقعة الجمل» قرر حرمانه من متابعة الجلسة وحبسه فى حجز المحكمة حتى انتهاء الجلسة، كما أنه لا يسمح مطلقاً لأى من المحامين، سواء من المدعين بالحق المدنى أو دفاع المتهمين، بالحديث فى توقيت يخالف دوره، فهو يبدأ بالمتهم الأول ثم الذى يليه، إلى أن ينتهى من جميع المتهمين، دون إخلال، ولا يسمح للمتهمين بالحديث إلا عندما تقتضى الحاجة. ورغم شدته المعروفة، فإن القاضى يحظى، كما يقول كثيرون، بتقدير شديد للغاية بين قضاة محكمة الاستئناف، التى ترَقَّى فى سلك القضاء بها منذ أن كان عضواً فى دائرة المستشار الراحل أحمد العشماوى، الذى كان معروفاً هو الآخر بحسمه الشديد فى إدارة الجلسات.