اخبار مصر شهد محيط مديرية أمن بورسعيد، اليوم، اشتباكات عنيفة بين الشرطة والقوات المسلحة، التي تدخلت لحماية المتظاهرين من بطش قوات الأمن المركزي. حيث تبادل الطرفان إطلاق النيران، ما أدى لوقوع إصابات عديدة بين الطرفين، وتوصلت "الوطن" إلى وفاة مجند، وإصابة العقيد شريف العرايشي، قائد تأمين القوات بالمديرية، ولم تكن هناك إحصاءات بإجمالي أعداد المصابين، وذلك على خلفية أحداث العنف التي اندلعت بعد نقل المتهمين في أحداث مذبحة بورسعيد من سجن بورسعيد العمومي فجر اليوم. وحصلت "الوطن" على مقطع فيديو يرصد الاشتباكات بين القوات المسلحة والشرطة. وبدأت الأحداث بإطلاق الشرطة لقنابل الغاز المسيل للدموع وطلقات الخرطوش على المتظاهرين أمام مديرية أمن بورسعيد، ورد المتظاهرون عليها بالحجارة، قبل أن تدخل عناصر من القوات المسلحة لتهدئة الأوضاع، وطالبت الشرطة بعدم إطلاق الخرطوش مرة أخرى على المتظاهرين، وهو ما رفضته قوات الشرطة، حيث وجهت طلقاتها إلى جنود الجيش، وهو ما رد عليه الجنود بإطلاق الرصاص تجاه الشرطة.قائد الجيش الثاني يمهل "الداخلية" نصف ساعة لسحب قواتها من محيط مديرية الأمن وتسليمها له ودخلت قوات الجيش مبنى ديوان محافظة بورسعيد، لمهاجمة قوات الشرطة المختبئة داخله، واستعانت القوات المسلحة بعدد من العربات والمدرعات المصفحة لحصار مبنى المحافظة، وتطويق كافة الشوارع والطرق المؤدية إليه، في محاولة للسيطرة على الموقف. ووصل عدد المصابين منذ بداية اليوم إلى 350 مصاباً. وعلمت "الوطن" أن اللواء أحمد وصفي، قائد الجيش الثاني الميداني، أمهل قوات الشرطة نصف ساعة فقط للانسحاب من مقر مديرية الأمن، ليتولى الجيش تأمين محيط المديرية والميدان، وأنه أجرى اتصالات مع قيادات بوزارة الداخلية لإخلاء المنطقة من الأمن المركزي. وقال اللواء أركان حرب أحمد محمد علي، المتحدث الرسمي للقوات المسلحة، ل"الوطن" إن قوات الجيش الثاني الميدان تتولى تأمين مديرية أمن بورسعيد، والفصل بين المتظاهرين وقوات الأمن، موضحاً أن هناك مصاب في الجيش، هو العقيد شريف العرايشي، قائد تأمين المديرية، فيما توفي جندي أمن مركزي. وشدد المتحدث العسكري على أن القوات المسلحة ملتزمة بضبط النفس وحماية المتظاهرين، وأن القيادة العسكرية تتابع الموقف عن قرب، وحتى الآن لم تصدر تعليمات أخرى جديدة. وكان متظاهرون أشعلوا النيران، ظهر أمس، في سيارة تابعة للشرطة، بجوار مديرية أمن بورسعيد، ردا على ترحيل المتهمين، وأشعلوا النيران في إطارات سيارة بجوار المحكمة الابتدائية، لتخفيف رائحة قنابل الغاز المسيلة للدموع، التي أمطرتهم قوات الشرطة بها. ورصدت "الوطن" هجوم متبادل بين الأهالي وقوات الأمن المركزي، حيث أطلق الأمن وابلاً من القنابل الغازية، ورد الأهالي بمهاجمتهم والاستيلاء على الدروع، قبل أن تتراجع القوات داخل المديرية. وسحل جنود الأمن المركزي 2 من المتظاهرين، في شارع متفرع من شارع 23 يوليو، قبل أن يخلصهما المتظاهرون، الذين أطلقوا طلقات نارية بفرد خرطوش، أصابت 3 من جنود الأمن المركزي. وأصيب الناشط محمد حسين، عضو حزب الدستور ببورسعيد فى وجهه، بعد سقوط قنبلة غاز عليه، حيث نقل إلى مستشفى ميدانى داخل مبنى محافظة بورسعيد، يعالج فيها جنود الجيش والشعب من جراء قنابل الغاز.والمتحدث العسكري: ملتزمون بضبط النفس لحين ورود تعليمات جديدة وأشاد مئات المتظاهرين بقوات الجيش، التي تصدت لقوات الأمن المركزي، والتي هاجمت الثوار بالحجارة والغاز المسيل، وحذرت الشرطة من استخدام طلقات الرصاص الحي، كما أنقذت قوات الجيش طفل، 12 عاما، أصابته قنبلة مولوتوف. وكانت مدرعات الجيش اتجهت، ظهر اليوم، إلى مبنى مديرية أمن بورسعيد، وورائها مئات المتظاهرين يهتفون "الجيش والشعب ايد واحدة". وطالبت صفحة "الداخلية في بورسعيد"، على فيس بوك، اللواء محسن راضي، مدير الأمن، بالاستقالة، عقب هذه الأحداث، خاصة وأنه قال إن المديرية لا تعرف أي شيء عن ترحيل المتهمين من سجن بورسعيد العمومي، وأوضحت الصفحة أنه إذا كان لا يعلم فعلا فعليه الاعتراض على تهميشه، بتقديم استقالته والنزول وسط الجماهير هو وضباطه الشرفاء. وقال وائل محفوظ، ناشط سياسي، إنه شاهد قنابل الغاز تنهال على المتظاهرين داخل حديقة المسلة، كما شاهد العشرات منها تتجه ناحية قوات الجيش بجوار مبنى المحافظة، رغم أن الأمن المركزى يعرف أن هذه المنطقة خاصة بجنود الجيش، كما لو كان هناك أوامر باستهداف الجيش، لينسحب أو يضرب فيحدث وقيعة بينهم وبين الشعب.