اخبار مصر تتغير أنظمة سياسية، فيُنتهك.. تسقط عروش، فيُسحل.. تخرج مليونيات للأخذ بثأره، فيُقتل، هو حال المواطن المصرى الذى بات التعذيب هو قدره، بالرغم من قيام ثورة لنصرته. السب، السحل، والركل بالأرجل وتوجيه اللكمات، بل والصعق أحياناً بالكهرباء، هى أساليب لا تزال تُستخدم فى التعامل مع بعض المصريين، بغض النظر عن كونهم مُدانين أم لا، آخرها واقعة سحل المواطن «حمادة» على أيدى أفراد الشرطة، التى التقطتها كاميرا قناة «الحياة» بالقرب من قصر الاتحادية، وهى لا تختلف كثيراً عما جرى للمهندس مينا فيليب والسفير السابق يحيى نجم، إلى جوار نفس القصر، فيما عُرف ب«موقعة الاتحادية»، حين تم تكبيل بعض المتظاهرين، وربطهم فى أسوار القصر الجمهورى على مرأى ومسمع من قوات الحرس الجمهورى والأمن المركزى، من قبل جناح مدرَّب تدريباً جيدا على القتال الجسدى وفنون الالتحام. «النظام لم يتغير، والتعذيب ما زال منهجاً، والشرطة ما زالت معصومة من المحاسبة، والعدالة لم تنفذ»، هى النتيجة التى توصل إليها مركز «النديم» للعلاج والتأهيل النفسى لضحايا العنف، حيث أشارت الناشطة بالمركز «ضى رحمى»، إلى أن المركز أعد تقريراً عن وقائع التعذيب التى جرت فى عام 2012، سيُصدر قريباً، كما أصدر تقريراً آخر عن الانتهاكات التى تعرض لها بعض المواطنين فى أول مائة يوم من حكم الرئيس مرسى، ضم وقائع تعذيب لأكثر من 30 حالة فى أقسام شرطة متفرقة بالجمهورية، ووقوع 11 حالة قتل تحت التعذيب، بالإضافة إلى 25 إصابة جسيمة، واختطاف وتعذيب 11 ناشطا سياسيا، بعضهم فى أماكن مجهولة، والبعض الآخر فى أمن الدولة. جماعة الإخوان المسلمين، التى تعرضت منذ الثمانينات للإهانة والاعتقال، واعتادت على عمليات الضرب والصعق بالكهرباء، والتعليق من الأيدى والأرجل، لا يستبعد الدكتور يسرى عبدالمحسن، أستاذ الطب النفسى بجامعة القاهرة، أن يكون ردها على هذا الماضى الأليم بانتهاكات مماثلة فى حق المواطنين، فمن يتعرض للأذى والمعاملة القاسية، غالباً يعتاد هذا المشهد، فلا يعتبره مفزعا لأنها أصبحت جزءا من تكوينه الشخصى، وهو ما يتضح فى العوامل التربوية النفسية، فالطفل الذى تتم تربيته على العقاب المستمر وفقدان الحنان، يصبح عدوانياً وانتقاميا فيما بعد.