قناة تليفزيونية موالية للحكومة السورية زعمت هذا الأسبوع أن لاعبى فريق برشلونة لا يتمتعون بمهارات تمرير ساحرة فقط وإنما يمكنهم أيضاً الإيحاء سراً بطرق تهريب السلاح إلى سوريا. ودونما أى لمحة من السخرية عرض تليفزيون "الدنيا" خارطة لسوريا على شاشة، لتظهر كيف أن ليونيل ميسى ورفاقه الذين يمثلون المهربين قد مرروا الكرة التى تمثل شحنة سلاح من لبنان إلى سوريا. وقالت القناة المملوكة لابن خال الرئيس بشار الأسد إن تلك الإشارات الماكرة أرسلت إلى المتمردين خلال المباراة التى لعبها برشلونة أمام منافسه ريال مدريد فى ديسمبر ولم تزعج القناة المشاهدين بكشفها عن دوافع برشلونة وراء ذلك. وقال المذيع معلقاً: بينما يقوم أحد اللاعبين بتمرير الكرة "هنا نشاهد المرحلة الأولى من تحميل السلاح من لبنان ليعبر بعدها مدينة حمص ومن ثم تسليمها إلى إرهابى آخر من منطقة البوكمال وبعدها يقطع مسافة طويلة نحو الشمال"، وكان المذيع يشير إلى معاقل للمعارضة فى سوريا. أضاف المذيع - وفقا لما نشرته جريدة المصرى اليوم - أن اللمسة الأخيرة من "ميسى" تشير إلى نجاح تسليم الأسلحة إلى مقصدها فى شرق البلاد. ورغم الغرابة التى ربما يتسم بها ذلك فإن نظريات المؤامرة شائعة فى الدولة المنقسمة بشدة التى تعانى من الصراع ومن ذلك فيلم تسجيلى بثته قناة "الدنيا" فى ديسمبر تحدث عن مزاعم بشأن مساعدة مخرجين سينمائيين فرنسيين وأمريكيين فى إنشاء نماذج لساحات بمدن سورية فى قطر لتمكين قناة الجزيرة من تصوير ممثلين ينظمون احتجاجات زائفة مناهضة للأسد. ومثل هذا الخيال الجامح يدعم ما يقوله الأسد من أن الاحتجاجات ضده ما هى إلا مؤامرة مدبرة من الخارج. وقال الأسد فى يناير: "سننتصر على المؤامرة"، متعهداً بسحق ما يصفه بأنه إرهاب وتخريب. أضاف "الأسد" طبيب العيون السابق: "لم يعد بالإمكان تزوير الوقائع والأحداث من قبل الأطراف الإقليمية والدولية التى أرادت زعزعة استقرار سوريا". وقال "الأسد" إنه لن يتسامح مع من قال إنهم يعملون مع أطراف خارجية ضد بلاده، واكتسب الأسد (46 عاماً) بالفعل بعض الأعداء الأجانب. وطالبت قوى عربية والجامعة العربية الرئيس السورى بالتنحى فى إطار انتقال سلمى للسلطة فى حين ذهبت السعودية وقطر إلى أبعد من ذلك بدعوتهما إلى تسليح المعارضين السوريين. وقال جوشوا لانديس، خبير الشؤون السورية بجامعة "أوكلاهوما" إن نظريات المؤامرة تعكس غياب الثقة بين الأقلية العلوية الحاكمة والأغلبية السنية التى تتصدر الانتفاضة.