اخبار مصر عادت السوق السوداء للدولار لتطل على الاقتصاد المصري مجددا في أعقاب زيادة الطلب عليه بشكل كبير الأيام الماضية في ظل تراجع مؤشرات الاقتصاد المصري، والقلق الذي ينتاب المستثمرين من تضارب القرارات السياسية ومخاوف هروب الاستثمار الأجنبي. وواصل الجنيه، أمس، نزيفه أمام الدولار الذي ارتفع 7 قروش الأسبوع الجاري ليصل سعره إلى 619 قرشا، وهو أعلى مستوى له خلال 9 أعوام، مقارنة ب 612 قرش نهاية الأسبوع الماضي. وأكد أحمد شيحة، رئيس شعبة المستوردين بالغرفة التجارية للقاهرة، أن معاناة المستوردين في توفير النقد الأجنبي خلال الآونة الأخيرة دفعهم إلى التعامل على الدولار في السوق السوداء لتدبير احتياجاتهم من العملة الأمريكية على وجه التحديد في ظل تناقص حجم المعروض منها لدى البنوك وشركات الصرافة، متوقعا ارتفاع تكلفة المعيشة للمواطن خلال الشهر الجاري بنحو 20% بسبب ارتفاع سعر الصرف. وأضاف أن ارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه أدى إلى زيادة تكلفة السلع المستوردة، خاصة أن السوق المحلية تستورد أكثر من 60% من السلع الغذائية ونحو 75% من المواد الخام ومستلزمات الإنتاج والسلع الوسيطة. وأشار إلى أن البنوك عجزت عن توفير الدولار للمستوردين بدعوى أن ما لديها من الاحتياطي لا يكفي سوى تغطية واردات الدولة الاستراتيجية وتحديدا السلع الغذائية الأساسية فقط. سليمان الأعصر، عضو مجلس إدارة شعبة الصرافة بالغرف التجارية، قال إن الظروف السياسية السيئة التي تمر بها البلاد في الوقت الراهن دفعت العملاء إلى شراء الدولار واكتنازه وتداوله في السوق السوداء كبديل للبنوك وشركات الصرافة.