اخبار مصر بين «رابعة العدوية» و«ميدان التحرير» و«قصر الاتحادية» ومدينة الإنتاج الإعلامى والمحكمة الدستورية.. تعددت المظاهرات والانقسام واحد، فما تشهده الساحة السياسية من مظاهرات ترفع لافتات التأييد للرئيس محمد مرسى فى «رابعة العدوية» و«الإنتاج الإعلامى» و«المحكمة الدستورية» وأخرى ترفع لافتات إسقاط النظام فى «ميدان التحرير» و«قصر الاتحادية» يشير إلى مصر المقسومة على خمسة ميادين، لا يريد طرف التنازل عن بعض مطالبه لحدوث توافق وطنى بين الجميع. وأمام هذا المشهد أصبح الاعتراض بالوسائل السلمية المعتادة ليس كافياً، والحل فى محاصرة المنشآت الحيوية، وإقامة المتاريس والجدران العازلة، ونشر الأسلاك الشائكة لتكون هى الوسائل الجديدة للتعبير عن الرأى. حصار المحكمة الدستورية، ومنع قضاتها من الدخول من قبل آلاف المتظاهرين المنتمين إلى التيار الإسلامى، للاعتراض على النظر فى دعوى حل مجلس الشورى، كان أول أشكال الاعتراض الذى تصاعد إلى قيام القوى الثورية بحصار قصر الاتحادية أياماً مما دفع الرئيس إلى الخروج من الباب الخلفى، وجعل قوات الأمن تنشر الأسلاك الشائكة وتقيم جداراً عازلاً أمام القصر. وأمام قيام متظاهرى ميدان التحرير بإغلاق مجمع التحرير، ومنع دخول العاملين، ورغبة البعض فى إيقاف العمل بالمترو، قرر شباب «الإخوان» الرد بقرار التظاهر والسيطرة على ميدان رابعة العدوية بمدينة نصر. أما حصار الشيخ حازم أبوإسماعيل وأنصاره لمدينة الإنتاج الإعلامى، فكان آخر هذه الوسائل الذى تحول إلى إقامة شبه دائمة بعد نصب أنصاره لمجموعة من الخيام والمتاريس. «على الجميع إدراك حقيقة هى أنه لا يمكن لأى فصيل سياسى تصفية الآخر نهائيا».. هذا هو ما وصف به عبدالغفار شكر المشهد السياسى الحالى، مؤكدا أن المواجهة العنيفة بين القوى المدنية والإسلامية غير مجدية، سواء بالحصار أو إقامة الجدران العازلة، معتبرا «الحوار وتقبل وجود الآخر فى الشارع السياسى هما الحل». وبرر «شكر» ما يحدث بأنه «رد على كبت الحريات الذى عاشته مصر طويلا»، مشيرا إلى أن مصر تمر بفترة تحول سياسى، تجعل من الطبيعى وجود مصالح سياسية متعارضة ومتوافقة يتم التعبير عنها من خلال المليونيات وأحيانا الحصار، رافضا أى حديث عن وجود حرب أهلية.