زعم الباحث الإسرائيلي "يهودا بلدنجا"، الخبير في الشأن المصري والباحث في قسم دراسات الشرق الأوسط بجامعة بار إيلان الإسرائيلية، أن الصراع المحتدم حالياً في مصر بين حركة "الإخوان المسلمين" والعناصر الليبرالية في الدولة قد ينتهي مثلما انتهت ثورة الملالي في إيران. وأشار إلى أن مصر المنقسمة الآن، دخلت صراعاً سيحدد كيف سيبدو وجه الدولة في السنوات القادمة وما إذا كانت ستتحول إلى دولة تكنوقراطية مثلما يريد السلفيون والإخوان والجماعات الدينية أم ديمقراطية ليبرالية مثلما يريد العلمانيون والليبراليون، مؤكداً أن هذا هو لب الصراع على الدستور. ورأى "بلدنجا" أنه من الطبيعي أن تتخلل الانقلابات والثورات الفعل ورد الفعل، لكن الدولة التي عاشت لسنوات طويلة تحت نظام ديكتاتوري من شأنها أن تنجرف إليه مرة أخرى، مبرهناً على كلامه بالحالة الإيرانية. وأضاف "بلدنجا" أن السياسة الإيرانية بعد سقوط الشاه في فبراير 1979 انقسمت لتيارات عديدة لدرجة جعلتها غير قادرة على تحقيق الاستقرار، ومن بين كل هذه القوى المتصارعة، لاسيما الحركات الليبرالية والعلمانية، نجحت تحديداً الجماعات الدينية برئاسة "آية الله الخميني" في القفز على السلطة والحكم الديني. وتابع الباحث الإسرائيلي أنه رغم وجود خلافات كبيرة بين الحالتين المصرية والإيرانية، إلا أن تكرار السيناريو الإيراني يشكل تهديداً حقيقياً بالنسبة للشباب العلماني والليبرالي لثورة ال 25 من يناير التي وصفها باسم "ثورة اللوتس".