فجأة .. و في صباح يوم جديد كانت تفيح منه رائحة الزهور .. رائحة أول زهرة حب و عشق في حديقتي .. تلقى هاتفي رسالة الحب الصامت .. الحب الخفي بين قلبٍ نابض بالأشواق الحارة .. فلقد وصلتني منه رسالة تهنئني بيوم مولدي .. وبين سطورها تقول لي : لن أنساكي .. لن أتخلى عنك .. فأنت حبي الصادق .. تعجبت كثيراً ولم يخطر ببالي يوماً أنه سيتذكرني ، فلقد كانت معرفتنا قصيرة ! و تعمدت أن لا أديمها كثيراً و كنت دائماً أقطع كافة الروابط بيننا و لم أهتم يوماً بيوم مولده و لم أجعل عقلي يتذكره .. فهل كان للخالق حكمة من معاملتي هذه .... ؟ حتى يأتي يوماً و يبادلني بكلمات أشعر بعدها بالصدق الحقيقي الذي أنتظرته طويلاً في عالم لم أجد فيه ما أريد ... ! و ما إن وصله مني شكر على الإهتمام حتى تدفقت كلماته و أحاسيسه بكل الطرق إلي ... وجدته كالمتلهف على الوطن بعد طول السفر ... كالظمآن بعد عطش دام أياماً في الصحراء .. فكان يراسلني كثيراً على هاتفي حتى أصبح جزيرة لذكرياتي الجميلة ... و هكذا أصبح هاتفي ذو الحواف الذهبية مكاناً نلتقي من خلاله ... تحت أشجار الحب .. بين صوت الطيور .. و أصبح باهظ الثمن ليس من أجل حوافه الذهبية ... بل لما فيه من كلماتٍ صادقة و رقيقة .. مخلصة و هادفة .. غير متلاعبة ... و في خلال شهرين جاءني من سفرته يتلهف علي حتى يقول لي : لن أتركك .. فأنتي لي أيتها الساحرة .. أميرة حياتي و أحلامي .. و أصبحنا لبعض أجمل عصافير تحلقان على أعشاش كل العشاق ... و لم ينطفأ حبه الواضح في نظرات عيناه اللامعتان يوماً ... و خوفه الذي كان يظهر في كل أركان جسده على آلامي .... فلقد كان ينسى نفسه كثيرا من أجل راحتي ... إليه مني كل الحب و التقدير .. كل نبضاتي المتلاحقة دائماً ... و التي أدمنتها بعدما كنت أخاف من كثرتها ... و لن أقول يوماً هذه كلماتي إليك ... لأن ما بداخلي ليس كلمات ... و لن تكفيه الكلمات من حروف و معاني .. و لن تستطيع القواميس إيجاد المصطلحات الحقيقية ... فالحب الصادق إحساس ........ و لن يشعر به أحداً سواك .....