آيات وإيمان توأمتا أسيوط اللتان راحتا ضحية في حادث أتوبيس منفلوط، حملتهما أمهما في بطن واحدة وأرضعتهما من ثدي واحد وجئنا للحياة في وقت واحد وغادرنا الدنيا في وقت واحد وحملهما والدهما في نعش واحد. ماذا أقول لأمهما وأشقاهما بهذه العبارة بدأ الأب المكلوم يحيي علي محمد يروي اللحظات الأخيرة التي جمعت بينه والفقيدتين، قائلا: كانا نورا عينيا وكنا تحفظنا القرآن وتم تكريمهما علي حفظ الكثير من السور القرآنية وكانتا متفوقتان في الدارسة بالصف السادس الابتدائي، ويضيف الأب اعتاد ابني الوحيد إيهاب بالصف الثاني الإعدادى أن يحضر لهما الحلوى في الصباح ويمزح ويلعب معهما، ومن شدة الصدمة أغلق علي نفسه حجرته ولم يتمالك أعصابه أثناء تشييع جنازتهما، وانهار مغشيًا عليه أما ابنتي إسراء الطالبة بكلية الحقوق فتكاد تكون فاقدة للوعي، وعندما سمعت بالخبر المشؤوم ظلت تردد جملة واحدة حسبي الله ونعم الوكيل وتلعن في القطارات والمسؤولين عن الإهمال والفوضى والتسيب. دموع الأم المنهارة فتحية مصطفى معلمة بالمدرسة الثانوية الصناعية بمنفلوط لم تتوقف لحظة واحدة، وظلت تردد أين بناتي حسبي الله ونعم الوكيل في كل الظالمين والفاسدين، أريد القصاص من القتلة وقالت إنها تريد أن تؤدي فريضة الحج عنهما، وإنها عندما كانت تؤدي فريضة الحجهذا العام كانت تتصل بهما يوميا للاطمئنان عليهما وطلبا منها أن تحضر لهما بعض الهدايا من الحرم. وتضيف أن التوأمتين اعتدتا تقبليها قبل الذهاب إلي المعهد وكانتا ملتزمتان بالصلاة وصوم شهر رمضان الماضي رغم شدة الحرارة وصغر عمرهما. وتحمل الأم المنهارة حكومة الدكتور "هشام قنديل" رئيس مجلس الوزراء المسؤولية الكاملة عن الحادث المروع، وتطالب بمحاسبة المقصرين وتوقيع أقصي العقاب عليهم وعدم الرأفة بهم. وتابعت لو أن ابن مسئول كبيرا بالدولة مات في حادث مثل هذا، لقامت الدنيا ولم تقعد يجب أن تتوقف هذه المهازل في الصعيد فورا والذي ظل نسيا منسيا خلال السنوات الماضية ويبدو أن الصعايدة مكتوب عليهم الشقاء والعذاب علي يد الحكومات المتعاقبة.