اعتبر الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن التيار الإسلامي استطاع النجاح في حصد مكاسب الثورة بعدما استغل الفراغ الذي تركه التيار الليبرالي، مشيرا إلى أنهم اعتمدوا على التنظيم الموجود لديهم وفراغ الساحة ما دفعهم للطمع في السلطة. وقال "رغم إعلانهم مسبقا زهدهم في الترشح لرئاسة مصر، وأنهم غير عابئين بالانتخابات البرلمانية، إلا أنهم بين عشية وضحاها تحولوا إلى الهيمنة السياسية سواء في مجلس الشعب أو في الانتخابات الرئاسية." وتابع "الرئيس محمد مرسي لم ينجح في الانتخابات بأصوات الإسلاميين فقط، كما يظن الكثيرون، ولكن ما أسهم في نجاحه هو الأصوات الليبرالية واليسارية التي فاضلت بينه وبين انتخاب منافسه أحمد شفيق الذي يعيد النظام السابق بكل مفاهيمه ومعانيه، على حد وصفهم." وأكد نافعة أن كل التيارات الإسلامية ستتغير وتسعى إلى التأقلم مع واقع الحياة السياسية بعد الثورة، وأشار إلى أن الخريطة الحزبية في مصر في الوقت الحاضر، لن تكون الخريطة النهائية. وأوضح أن العديد من الأحزاب الموجودة حاليا، وعددها يتجاوز 70 حزبا، تسعى إلى الاندماج لتكوين جبهات قوية وإن كانت التوقعات تؤكد أن الأحزاب القائمة ستنتهي إلى 4 أو 5 أحزاب أو تكتلات قوية فقط، والباقي سيذهب إلى ذمة التاريخ ، فمصر تعيش حاليا انفجارا حزبيا، فشظايا الانفجار الديموقراطي لا تزال تتناثر.