كانت ولا تزال سفارات الولاياتالمتحدةالأمريكية، هي المكان الذي يدفع ثمن سياسات واشنطن التي قد لا تعجب الكثيرين، أو أخطاء رؤساء الولايات تجاه بقية دول العالم ومنظماته سواء كانت إرهابية وغيرها، بل وتتحمل ما ليس لها دخل به كما حدث قديمًا في قضية الهجوم على الحرم المكي عام 1979 كما سنعرض لاحقًا، أو في قضية الفيلم المسيء للرسول، وما تبعها من احتجاجات ومظاهرات واعتداءات على السفارات بدأت بحرق العلم الأمريكي في مصر، وقتل السفير الأمريكي في ليبيا، ومحاولات لاقتحام بقية السفارات التابعة للولايات في بلاد أخرى عربية وشرق أوسطية. وفي خلال الخمسين عامًا الأخيرة، وقعت هجمات واعتداءات كثيرة على سفارات الولاياتالمتحدة حول العالم، جنبًا إلى جنب مع التظاهرات والاحتجاجات التي دارت على أبواب تلك السفارات. مارس 1964 - الجابون استهدفت سفارة الولاياتالمتحدة بالجابون، بعد فشل انقلاب عسكري، حيث تلقت السفارة مكالمات هاتفية تهديدية، قبل أن تنفجر قنبلة صغيرة في مساء يوم الخامس من مارس خارج مبناها الخالي. وبعد ثلاثة أيام في الثامن من مارس، انفجرت قنبلة على بعد 50 قدمًا من السفارة ولم تسبب أية أضرار لأحد. 31 يناير 1968 - فيتنام بعد أربع سنوات، وفي مدينة سايجون بفيتنام عام 1968، هاجمت مجموعة من مقاتلي "فيت كونج" سفارة الولاياتالمتحدة هناك، بعد وقت قليل من منتصف ليلة الحادي والثلاثين من يناير، وقامت بتفجير الجدار وعمل فتحة فيه عبروا من خلالها، وتبادلوا إطلاق النار مع قوات من مشاة البحرية الأمريكية المرابضة هناك، لكن بحلول التاسعة صباحًا نجح "المارينز" في السيطرة على الحادث وأعلنوا أن السفارة صارت آمنة، وكان هذا الحادث مقلقًا جدًا للمصالح الأمريكية في فيتنام. 4 نوفمبر 1979 - إيران يعرف هذا الهجوم باسم "أزمة الرهائن في إيران"، بعد أن قامت مجموعة كبيرة، تقدر بالمئات، من الطلاب الإسلاميين باقتحام السفارة الأمريكية في طهران، كنوع من الدعم للثورة الإيرانية، وبهدف إعطاء صورة رمزية لاحتلال الولاياتالمتحدة، لكن الأزمة تطورت بعدما أعلن آية الله الخوميني عن دعمه لهم، وتجمع عدد كبير من الطلاب الإيرانيين خارج السفارة لتحية الطلاب والهتاف لهم، حيث تغير الهدف إلى احتجاز 52 مواطنًا أمريكيًا، لمدة 444 يومًا حتى العشرين من يناير 1981. جرت خلال هذه الفترة محاولة لتحرير الرهائن لكنها باءت بالفشل، وأدت إلى تدمير طائرتين ومقتل ثمانية جنود أمريكيين وإيراني واحد. ويعتقد بعض المحللين أن هذه الأزمة كانت سببًا في هزيمة الرئيس الأمريكي جيمي كارتر في الانتخابات، كما أنها كانت سببًا في بداية فرض عقوبات اقتصادية أمريكية على إيران. 22 نوفمبر 1979 - باكستان بعد الهجوم على الحرم المكي في العشرين من نوفمبر 1979، واحتجاز رهائن في ساحة الحرم بلغ عددهم ما يقرب من مائة ألف رهينة، انتشرت شائعات تسببت فيها تصريحات آية الله الخميني، بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية هي التي تقف خلف هذا الهجوم، ما أشعل شرارة الغضب في بلدان العالم الإسلامي، وفي إسلام آباد بالتحديد، اقتحم عدد من الطلاب الباكستانيين سفارة الولاياتالمتحدة هناك وأضرموا فيها النيران حتى أحرقوها عن بكرة أبيها. 2 ديسمبر 1979 - ليبيا نتيجة لنفس الحادث السابق، هوجمت السفارة الأمريكية في طرابلس وأحرقت تمامًا، وكانت نتيجة ذلك أن سحبت الولاياتالمتحدة كامل موظفيها الدبلوماسيين من هناك، ولم يعد أي من دبلوماسي أمريكي إلى ليبيا حتى عام 2004. 18 أبريل 1983 - لبنان كان هذا خلال الحرب الأهلية اللبنانية، حيث انفجرت سيارة ملغومة بالقرب من السفارة الأمريكية ما أدى لمقتل 63 شخصًا بمن فيهم أعضاء من السفارة الأمريكية ووكالة المخابرات المركزية. وكان سبب هذا الهجوم هو إعلان القوات متعددة الجنسيات قرارها بالتدخل في الحرب الأهلية اللبنانية، حيث أعلنت مجموعة جهادية إسلامية مسؤوليتها عن الحادث، وقالت في الإعلان: "هذا جزء من حملة الثورة الإيرانية ضد أهداف الإمبريالية في جميع أنحاء العالم، وسوف نضرب أي وجود للإمبريالية في لبنان بما في ذلك القووات الدولية". 12 ديسمبر 1983 - الكويت في العاصمة الكويت، انفجرت شاحنة مفخخة عند البوابة الأمامية للسفارة الأمريكية، ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص. وكانت السفارة الأمريكية واحدة من عدة أهداف تم ضربها في نفس اليوم، منها السفارة الفرنسية ومطار الكويت الدولي. مايو 1986 - إندونيسيا في هذا التاريخ هاجم الجيش الأحمر الياباني مجموعة من السفارات، كانت من بينها السفارة الأمريكية، جنبًا إلى جنب مع السفارة الكندية واليابانية في جاكرتا، وكانت من أهداف الجيش الأحمر الياباني الإطاحة بالحكومة اليابانية، وبدء الثورة العالمية. يونيو 1987 - إيطاليا عاد الجيش الأحمر الياباني بعد سنة تقريبًا من الهجوم في إندونيسيا، ليهاجم السفارة الأمريكية في روما، بالإضافة إلى هجومه على السفارة البريطانية. 15 يناير 1990 - بيرو قامت حركة "توباك أمارو" الثورية اليسارية المتمردة بتفجير السفارة الأمريكية في ليما عاصمة بيرو، ضمن مجموعة من التفجيرات استهدفت مراكز دبلوماسية أخرى لعدد من البلدان في نفس المدينة. 7 أغسطس 1998 - تنزانيا وكينيا وهو الحادث المعروف إعلاميًا باسم تفجيرات نيروبي ودار السلام، كما أنه الحادث الذي وضع اسم "أسامة بن لادن" على الألسنة الأمريكية للمرة الأولى بشكل عام. وكانت نتيجة هذين الاعتداءين أكثر من أربعة آلاف جريح، ومائتين وثلاثة وعشرين قتيلا. ويعتقد أن هذه الهجمات جاءت كخطوة انتقامية على اعتقال وتعذيب أربعة أفراد من تنظيم الجهاد الإسلامي المصري التابع لتنظيم القاعدة. 13 سبتمبر 2001 - فرنسا حيث تم إلقاء القبض على أربعة أشخاص كانوا يخططون لإدخال انتحاري مفخخ بالقنابل داخل السفارة الأمريكية بباريس، وكانت المؤامرة تستهدف أيضًا مقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل. من 2002 إلى 2006 - باكستان هذه كانت سلسلة من التفجيرات التي طالت القنصلية الأمريكية في كراتشيبباكستان، بداية من الرابع عشر من يونيو عام 2002، وهي القنبلة التي قتلت 12 شخصًا وإصابة 51 آخرين، مرورًا بالثامن والعشرين من فبراير 2003، حيث أصاب مسلح اثنين من ضباط الشرطة وأصاب خمسة آخرين خارج أبواب القنصلية، والخامس عشر من مارس 2004، وهي الحادثة التي تم إحباطها قبل وقوعها، بعد اكتشاف مائتين جالون من المتفجرات السائلة في الجزء الخلفي من إحدى الشاحنات، وصولا إلى 2 مارس 2006، حيث قام انتحاري بتفجير نفسه قريبًا من فندق ماريوت، متسببًا في قتل سنة أشخاص. وكانت تلك الهجمات والتفجيرات ردًا على الحرب الأمريكية ضد الإرهاب في أفغانستان ولاحقًا على العراق. 30 يوليو 2004 - أوزباكستان استهدفت في هذا اليوم سفارة الولاياتالمتحدة والسفارة الإسرائيلية بتفجيرين انتحاريين، أسفر عن مصرع اثنين من حراس الأمن. 6 ديسمبر 2004 - المملكة العربية السعودية اخترق متشددون الجدار الخارجي للقنصلية الأمريكية في جدة، وأطلقوا النيران دون أن يدخلوا إلى ساحة القنصلية، وقد قتل خمسة من المدنيين في هذا الهجوم بالإضافة إلى مقتل منفذي الهجوم، وأصيب عشرة أشخاص. 12 سبتمبر 2006 - سوريا قام ثلاثة مسلحون بالهجوم على السفارة الأمريكية في دمشق، حيث ألقوا قنابل يدوية على الجدار الخارجي للسفارة، وفجروا سيارة مفخخة خارجها، قبل أن يلقوا مصرعهم بالإضافة لمقتل حارس أمن سوري ودبلوماسي صيني. 12 يناير 2007 - اليونان في السادسة من صباح هذا اليوم أطلقت قذيفة صاروخية على الجزء الأمامي من السفارة الأمريكية في أثينا، لكنها لم تسفر عن مقتل أو إصابة أي شخص، بينما أعلنت جماعة يونانية تسمى "الكفاح الثوري" مسؤوليتها عن الحادث. 9 يوليو 2008 - تركيا في الحادية عشرة من صباح هذا اليوم، فتح أكراد تركيون النار حول القنصلية الأمريكية في اسطنبول، ما أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة شخص واحد فقط، وقد اشتبه في صلة مرتكبي الهجوم بتنظيم القاعدة، لكن هذا الأمر لم يتم إثباته أبدًا. 17 سبتمبر 2008 - اليمن في هذا الهجوم الشهير، قتل 19 شخصًا وأصيب 16 على الأقل، عندما هاجمت مجموعة من الإرهابيين متنكرين في زي رجال الشرطة، السفارة الأمريكية في صنعاء، وقد أعلنت جماعة الجهاد الإسلامي التابعة لتنظيم القاعدة في اليمن مسؤوليتها عن الحادث.