قال اللواء أحمد زكى عابدين، وزير التنمية المحلية، إن هناك قصوراً واضحاً فى أداء صندوق تطوير العشوائيات لا يتناسب مع المرحلة الحاسمة وخطة ال100يوم الرئاسية ولذلك فإنه سوف يقوم فى الأيام القليلة القادمة بإعادة هيكلة الصندوق بعد اطلاعه على التقارير التى تم عرضها فى هذا الإطار، ومنها التقرير الذى تم تقديمه لمجلس الوزراء فى شهر أغسطس الماضى، ويتضمن أن عدد المناطق العشوائية كما هو موضح فى الخريطة القومية عام 2009 وصل إلى 404 مناطق، وتراجعت عام 2011 إلى 383 منطقة، وكان آخر تحديث أجراه الصندوق فى يوليو 2012 حيث بلغ عدد المناطق العشوائية 372 منطقة كما تضمن التقرير أيضاً أن هناك 26 منطقة مُهددة للحياة «ذات خطورة من الدرجة الأولى» و260 منطقة سكن غير ملائم، و66 منطقة مهددة للصحة، و20 منطقة تفتقد الحيازة المستقرة. وشدد «عابدين» على ضرورة تطبيق اللامركزية ولكن مع احترام المحافظين للقوانين، وخاصة القوانين المتعلقة بالبناء، والتزامهم بسياسات الصندوق لتطوير المناطق غير الآمنة، والتزام أجهزة الإدارة المحلية بحماية أراضى أملاك الدولة وبالبرامج الزمنية لتنفيذ مشروعات تطوير المناطق العشوائية. وحصلت «الوطن» على صورة ضوئية من خطة التنمية المحلية لتطوير المناطق غير المخططة، ومنها منطقة بولاق الدكرور بمحافظة الجيزة التى يحدها من الشمال حى إمبابة ومن الجنوب شارع فيصل وغرباً الطريق الدائرى بمسافة 9 كيلومترات مربعة ويبلغ عدد سكانها 1,2 مليون نسمة. مظاهر العشوائية والنسيان والمعاناة تجتمع كلها فى عزبة «حرب» التابعة لحى بولاق الدكرور، يعانى سكانها من تهدم البيوت وغياب الخدمات والاحتياجات الأساسية للمعيشة، بيوت وعشش أهالى العزبة على جانبى ترعة الزمر، التى يصب فيها الصرف الصحى ومخلفات البيوت، تقول «محفوظة عبدالقادر حرب» صاحبة أحد المنازل: «مية المجارى فى الترعة هتموتنا.. والحشرات والريحة والأمراض، أنا إمبارح قتلت 8 تعابين فى يوم واحد». السيدة المسنة تعيش وأبناؤها المتزوجون فى منزل مكون من ثلاث غرف، يسكن كل واحد وأولاده فى غرفة وحمام واحد مشترك للبيت كله، توضح السيدة السبعينية «أنا اتولدت واتربيت هنا من يومى.. ودى بلدى ومش هنقدر نسيبها»، مضيفة أن المنطقة حصلت من الكويت على إعانة قدرها مليارا جنيه لتطويرها لكن مبارك أخذها، حسب قولها. تهاجم «محفوظة» الحكومة ومسئولى الحى وتتهمهم بعدم المتابعة: «بييجى الواحد منهم راكب عربية وميقدرش يتحمل الريحة ويمشى»، كاشفة عن تجربة ذاتية لحماية نفسها من الأمراض «أنا من يومين نضفت الترعة قدام بيتى بإيديا.. وعيانة من يومها»، شكوى «محفوظة» تطال مياه الشرب التى تسببت فى إعيائها بعد سماعهم خبر تسمم قرى محافظات وجه بحرى، حسب قولها، ويتعرض سكان عزبة حرب إلى بلطجة ليلية من «الحرامية» ومن سيارات الزبالة وأصحاب عربات الكارو الذين يلقون مخلفاتهم فى الترعة المواجهة لمنازلهم: «دى مش عيشة.. الحكومة دايسة على الفقرا والغلابة ومش بصالهم»، وتضيف السيدة محفوظة «عشان يعنى كلنا أرامل ومطلقات ومالناش حد الدولة ما تسألش فينا؟».