تجاهل المعلمون قرار الرئيس محمد مرسى باعتماد الكادر الجديد، ونظموا أمس مظاهرات «ثورة المعلم الثانية» أمام مقر مجلس الوزراء تحت شعار «أجر عادل وإنسانى.. مش هأدى دروس تانى»، مطالبين بتحديد جدول أجور منفصل بحد أدنى للعامل 1200 جنيه وللإدارى 2000 جنيه وللمعلم 3000 جنيه، وإصلاح التعليم والقضاء على الدروس الخصوصية، وعودة تكليف خريجى كليات التربية بأثر رجعى وفق جدول زمنى يراعى الأقدمية ومعالجة الرسوب الوظيفى وإعادة التسكين وفقا لسنوات الخبرة فقط وضم مدد العمل بالعقود لسنوات الخبرة. ونصب المعلمون 8 منصات أمام مقر مجلس الوزراء، وتم غلق شارع قصر العينى تماما، وتوقفت حركة المرور، ما اضطر رجال الأمن المركزى لتغيير مسار المرور إلى الشوارع الأخرى الجانبية المؤدية إلى التحرير. وأدى المتظاهرون صلاة الظهر بشارع قصر العينى، بعد رفع الأذان على المنصة، وبعد انتهاء الصلاة هتف المعلمون: «أهلا بالثوار»، «اسمع منى آخر كلام.. لا دراسة هذا العام»، «الوزير تاه يا ولاد الحلال»، «يا عزيزى، يا عزيزى.. الوزير كان تلميذى.. يا عزيزى، يا عزيزى الرئيس كان تلميذى»، ولجأ المعلمون إلى حمل الجرائد والشمسيات والأعلام المصرية واللافتات فوق رؤسهم حماية من أشعة الشمس الحارة، فيما رفع بعضهم علما مصريا بطول 20 مترا مكتوبا عليه «أجر عادل وإنسانى.. مش هأدى دروس تانى».8 منصات بشارع قصر العينى وتوقف حركة المرور.. وهتافات: «يسقط هشام قنديل.. يسقط وزير التعليم» ثورة المعلم قاطعها المعلمون المنتمون لجماعة الإخوان المسلمين، واحتشد فيها الآلاف من روابط المعلمين وائتلافاتها المختلفة على مستوى الجمهورية وعلى رأسها نقابة المعلمين المستقلة واتحاد المعلمين المصريين وبرلمان المعلمين ومعلمو البحيرة والسويس والدقهلية وكفر الشيخ وبنى سويف والقاهرة والمنوفية والجيزة، وغيرهم من معلمى المحافظات الذين استقلوا أتوبيسات النقل من محافظاتهم إلى ميدان التحرير، ورابطة خريجى كليات التربية ورابطة معلمى المدارس الخاصة والمعاهد القومية، حيث خرج المعلمون فى مسيرات حاشدة من قلب ميدان التحرير متجهين إلى مجلس الوزراء رافعين لافتات ضد وزارة التربية والتعليم مطالبين بإقالة رئيس الوزراء ووزير التربية والتعليم ونقيب المعلمين، ومن أبرز اللافتات: «يسقط يسقط هشام قنديل.. يسقط يسقط وزير التعليم.. يا حكومة كفاية فجر، طلعونا فوق خط الفقر»، فيما شارك عدد كبير من رؤساء اللجان النقابية كنقيب المطرية بصفتهم معلمين وليس بصفتهم النقابية لأن نقابة المعلمين رفضت المشاركة فى الاعتصام. وانتقد المعلمون السياسة التى يتبعها الدكتور إبراهيم غنيم وزير التربية والتعليم داخل ديوان عام الوزارة، واصفين إياها بالسياسة الإخوانية والتى تعد نفس سياسات العهد البائد، موضحين أنه كان هناك محاولات لفض اعتصام المعلمين وإجهاض حركة المعلمين الاحتجاجية ولكن تلك المحاولات باءت بالفشل. أيمن البيلى، وكيل النقابة المستقلة للمعلمين والذى ترأس منصة المعلمين التى أقيمت أمام مقر مجلس الوزراء مباشرة، أعلن رفض المعلمين التام لقرار رئيس الجمهورية محمد مرسى باعتماد الكادر الجديد على أن يتم صرف 50% من قيمته أول أكتوبر، و100% فى يناير القادم، مؤكدا أن المعلمين لن يقبلوا الفتات التى تمنحها الحكومة، معلنا الاعتصام أمام مقر مجلس الوزراء حتى استجابة الحكومة لمطالب المعلمين. واختتم «البيلى» رسالة المعلمين للحكومة بهتاف «الله أكبر.. الله أكبر.. الله معنا.. وإنا لمنتصرون»، وطالب «البيلى» باسم جميع المعلمين من رجال الداخلية حماية تظاهرهم واعتصامهم المفتوح أمام مقر مجلس الوزراء.الحلوانى ل«الوطن»: استنفدت كل الطرق ومن يستطيع أن يأتى بمكاسب للمعلمين أهلاً به الدكتور محمد زهران، نقيب معلمى المطرية، أكد أن جميع المعلمين أعلنوا رفضهم التام لقرار رئيس الجمهورية، مشيرا إلى أن هذا القرار الهدف منه إجهاض حركة المعلمين وهذا لم يؤثر على حركاتنا الاحتجاجية وإضرابنا بداية العام الدراسى، مؤكدا أنهم اتفقوا على نصب الخيام أمام مجلس الوزراء حتى تحقيق كافة مطالب المعلمين، على أن يتم رفع شعار «لا دراسة هذا العام». فيما أكد الدكتور أحمد الحلوانى، نقيب المهن التعليمية والمسئول عن ملف المهنيين بجماعة الإخوان المسلمين، على حق المعلمين فى الاعتصام أمام مجلس الوزراء والتظاهر رغم ما بذله من جهود لإقرار قانون الكادر الذى اعتمده مرسى أمس الأول. وقال النقيب فى تصريحات ل«الوطن»: من يستطع أن يأتى بمكسب للمعلمين فليأتِ به، فالنقابة الشرعية المنتخبة استنفدت كل الطرق وطرقت جميع الأبواب من أجل مصلحة المعلمين بداية من وزير التعليم مرورا بوزير المالية ورئيس الوزراء ووصولا لرئيس الجمهورية. وطالب الحلوانى جموع المعلمين بالصبر على أوضاع البلاد التى تعانى عجزا فى الموازنة العامة للدولة يقدر ب60 مليار جنيه، مؤكدا أن كافة الكوادر المهنية التى تم إقرارها لن تصرف من الميزانية الحالية إنما من موازنة العام المقبل للدولة. وشدد الحلوانى على استمرار نقابته فى المطالبة بحقوق المعلمين على مراحل حتى الوصول لمرتب عادل يحقق كرامة المعلم ومعيشته الكريمة، مشيرا إلى أنه سيناضل فى الفترة المقبلة من أجل كسب المزيد من الحقوق.رياح إضرابات إداريى التعليم تجتاح المحافظات.. ومعلمو الأزهر بالغربية يجددون اعتصامهم للعودة للعمل وكان الحلوانى قد اعتبر فى وقت سابق مظاهرات المعلمين فى ظل الاستجابة لقانون الكادر لونا من العبث والفوضى، بينما يهتف المعلمون الآن أمام مجلس الوزراء «الحلوانى باع باع حق معلم راح وضاع». فى الوقت ذاته اجتاحت رياح إضرابات الإداريين وموظفى الجامعات أمس العديد من الأوساط التعليمية بالمحافظات، حيث جدد معلمو الأزهر بالغربية اعتصامهم أمام مقر المنطقة الأزهرية لمطالبتهم بالعودة للعمل، وهدد العاملون بجامعة دمنهور بإغلاقها بالجنازير، ودعا العاملون بجامعة أسيوط إلى الإضراب فى أول أيام العام الدراسى للمطالبة برفع الحافز إلى 500%. كما أضرب العاملون بمعهد علوم البحار بالسويس عن العمل للمطالبة بتحسين أوضاعهم المالية، وأضرب العاملون بكليات ومستشفيات جامعة بنها احتجاجاً على سوء أوضاعهم المالية، وواصل الإداريون بالتربية والتعليم بالمنوفية إضرابهم، كما يعانى عمال جامعة طنطا المفصولون من التجاهل منذ 7 شهور، ودعا معلمو المدارس الخاصة بالشرقية لتنظيم وقفة للمطالبة بحقوقهم.