أكد السيد عمرو موسى، الأمين السابق لجامعة الدول العربية، أن مصر لا تحتمل فكرا واحد ا يدفع بها إلى اتجاه معين، وأن التحالفات التي تحدث هي "تحالفات صديقة وليست عدوة للطرف الآخر، الذي يمثل الإسلام السياسي". وقال موسى، الذي حل ضيفا على برنامج "هنا العاصمة" والذي يقدمه أستاذ العلوم السياسية عمرو حمزاوي على فضائية "سي بي سي"، "لا بد من مشاركة الجميع، مفيش تنافس على منصب أو غيره"، وأضاف "لابد أن يحدث توافق في الرأي ونتحرك من منطلق إننا في قارب واحد". وأشار موسى إلى الانهيارات التي حدثت في مختلف قطاعات الحياة في مصر، معتبرا أنها "ميرات شهور طويلة من سوء الإدارة والإهمال لكثير من الملفات، الأمر الذي أدى إلى حالة من عدم الرضى لدى المواطنين، قائلا "نتوقع الأخطاء في الفترة القادمة لكن الأهم عدم تصيد الأخطاء". وأكد المرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية الماضية أن المؤسسة العسكرية "كانت قد خرجت من الحكم المصري، لكنها لم تخرج من السياسة بمفهوما الواسع، حتى 12 أغسطس، الذي يعد بداية النظام المدني في مصر وهي خطوة فاصلة في التاريخ المصري"، مطالبا في الوقت نفسه ب"برلمان رصين، و"رئاسة منتخبة" و"حكومة تعرفها الناس وتثق في خبراتها" حتى نكون على "أول الطريق". وأنكر موسى معرفته بأعضاء الفريق الرئاسي ولا مهمتهم، مشيرا إلى أحقية الرئيس مرسي في أن يحيط نفسه بمساعدين مستشارين. وفي ما يتعلّق بترشحه عضوا في البرلمان، قال موسى "لقد شغلت مناصب أكبر من هذا بكثير، وحينما يأتي الوقت وأرى أنه من المصلحة أن أترشح سأفعل"، مؤكدا أنه حتى الآن لم يخطر بباله ذلك ولم يفكر فيه من الأساس. ومن جهة أخرى، أعلن عمرو موسي أن تحالف الأمة المصرية هو تحالف من خلال مجموعة من الأحزاب من أجل توحيد الكلمة، داعيا الجميع من اجل الانضمام اليه ، مؤكدا علي ان نجاح اي مشروع يتوقف علي حسن الارادة في جميع المجالات لآن حسن الادارة هو مفتاح التقدم ، مشيرا ان ما شهدته مصر خلال العهد السابق كان بسبب سوء الادارة والتمييز. وعن سؤال حمزاوي عن دعوة د.محمد البرادعي وكيل مؤسسي حزب الدستور وحمدين صباحي المرشح السابق للانتخابات الرئاسية للتحالف، أكد موسى أنه تم دعوتهما بالفعل، مضيفا أنه "من خلال الاجتماعات التى تمت قبل إعلان التحالف كان يوجد بعض من ممثلي حزب الدستور في هذه الاجتماعات"، مشيرا إلى أنه "سيتم التشاور فيما بين التحالف وهذه التحالف من أجل كيفية تنظيم العمل". وعن وضع الجميعة التأسيسية لوضع الدستور، أشار موسى أنه لم يكن سعيدا بالتشكيل الأول لهذه الجميعة، وطَلب منه عدم الانضمام إليها "لكن الواجب الوطني في وضع دستور مصر أوجب عليّ الانضمام في التشكيل الثاني لها"، مشيرا إلى أنه لمس الاستعداد للاستماع والتحاور من الجميع في التشكيل الثاني، مضيفا أن "هناك فرصة حقيقية لصياغة دستور متوازن، على الرغم من أنه كان يجب أن تمثل جميع الأطياف في هذه الجميعة، لأنه لا يصح اعتماد أي مادة في الدستور بغالبية بسيطة، مشيرا إلى أن هناك بعض المواد تم الانتهاء من مناقشتها". وتابع موسى حديثه بأنه يرفض أن يضع اسمه في دستور "قد يغلب عليه الطابع الإسلامي، وبخاصة أن مصر الآن تبدأ في بناء نظامها المدني، وهذا يتناقض مع الحريات العامة"، معلنا تأييده للمادة الثانية للدستور التي تطالب بأن تكون مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع، "بخاصة أن الأزهر قد أرسل للجميعة رفضه أن يكون هو المرجعية النهائية والملزمة للدولة فى الأمور الشرعية". مضيفا أن "كل ما يكبل حرية المشرع يحدث نوعا من الفوضى الكبيرة في التشريع"، مشددا على أن "مسؤولية كتابة ووضع الدستور هي أحد أهم وأكبر المسؤوليات التى يمر بها المجتمع المصري". وأكد موسي أن "صياغة الدستور فى الموضوعات التى تخص الحريات والإبداع لا بأس بها، ولكن كتابة دستور جديد مسؤولية أمام الأجيال القادمة"، مضيفا أن المتحفظين على صياغة الدستور لديهم الحق، "ولكن أيضا من حق الجميع الحصول على دستور عصرى يلبى طموحات المصريين". وتوقع المرشح السابق للانتخابات الرئاسية أن المجتمع المصري سيشهد العديد من الأخطاء خلال الفترة القادمة، "ويجب عدم تصيدها"، مؤكدا أن أهم الخطوات التي لابد من التأكيد عليها هى "وضع الدستور والسعي لتأسيس عملية ديمقراطية سليمة ينعم بها المجتمع المصري". وقال موسى "إن هناك مشكلة في مصر هى أن الجميع يتحدث باسم الثورة المصرية، وأن من أطلق كلمة "فلول" كان من أجل إبعاد بعض الأشخاص بعينها عن المشهد السياسي"، مطالبا بعدم تقسيم الشعب المصري ما بين وطني أو غير وطني، لأن ذلك "ليس من صفات السياسة الحقيقة"، مشيرا إلى أنه "يجب التعامل على أننا في قارب واحد وأن تحالف الأمة المصرية مفتوح للشعب بجميع طوائفه".