تعدد ظهور شخصية ضابط الشرطة في دراما رمضان هذا العام، بل إن هناك عملاً بأكمله يتناول حياة ضباط الشرطة بالتفصيل مثل مسلسل "خطوط حمراء". ولعل الأعمال الدرامية التى قدمت خلال هذا الشهر عرضت نماذج مختلفة لصورة رجل الشرطة بعضها كان مقارباً للواقع وأخرى اقترب من الخيال إلى حد ما. يأتى في قائمة هذه الأعمال مسلسل "خطوط حمراء"، فرغم أن الخط الدرامى للعمل الذي صارت عليه الأحداث في بداية الحلقات، والتى شعر الكثيرون فيها بمحاولة تحسين صورة رجال الشرطة بعد أن فقدوا كثير من مصداقيتهم لدى الشعب بعد الثورة فإن الأمر انعكس بعد ذلك بعد أن سجن الضابط "حسام" أو أحمد السقا، وتقاعده ليبدأ في الدخول في رحلة أعمال مشبوهة مثل البلطجة ثم التجارة في السلاح التي كان يتصدي لها هو. وتبدو أحداث "خطوط حمراء" خارجة عن المألوف، وتبعد عن النمطية التى ظهر عليها رجل الشرطة سابقاً في الدراما، فتغيير وظيفة "الضابط" وانتقاله إلى أعمال مشبوهة أعطى للمسسل ثقلاً، وجذباً ضاعف من نسبة مشاهدته بخاصة في الحلقات الأخيرة. أما مسلسل "الهروب" فقد قدم شخصية "ضابط أمن الدولة" في شكله المألوف، متمثلاً في شخصية الضابط "هيثم" الذي يقوم بتلفيق التهم ظلماً للمواطنين، ويقوم بتعذيبهم داخل المعتقلات، ويشترك معه في ذلك مسلسل "الخواجة عبد القادر" عندما قبض ضباط أمن الدولة على نجل "الأستاذ كمال" وقاموا بتوجيه الأسئلة له بالشكل التقليدى لضابط هذا القطاع التى ظهروا عليها من قبل في الأعمال الدرامية واضعين على أعينه "شارة سوداء"، ومكبلين يديه الاثنين. وفي مسلسل "باب الخلق" فقد كان بعيداً عن المألوف، ومقارباً إلى الخيال إلى حد ما، فشخصية ضابط أمن الدولة "شاكر" التي قدمها أحمد فلوكس تتمتع بكثير من الطيبة والعقل في التعامل مع رجل يدعى "محفوظ زلطة" يفترض أنه من جماعات المجاهدين في أفغانستان، أى أن الشبهات تدور حوله لكن "شاكر" الضابط المتسامح يتعامل مع "زلطة" على أنه شخص عادي بل يتركه يتصرف بحريته وطبيعته وكل علاقاته به تكون مجرد اتصالات هاتفية إذا حدث في الأمور شىء ما، لكنه في النهاية لا يهينه أو يعامله بسوء أو يراقبه من قريب أو بعيد، الأمر الذى يختلف مع الواقع خصوصاً في الصفات التي يتمتع بها ضابط أمن الدولة من قوة وعنف في التعامل مع الملفات الأمنية الخطيرة خصوصاً ملف الجماعات الجهادية.