اخبار العراق "اخبار العراق" الجمعة 24 يوليو, 2015 - 23:15 بتوقيت ابوظبي ابوظبي - سكاي نيوز عربية يثير الإعلان التركي عن تنفيذ ضربات ضد اهداف لداعش في سوريا، تساؤلات عدة حول توقيت وهدف هذه العمليات. فحتى وقت قريب كانت انقرة ترفض التعاطي مع مطالب دولية بالتدخل ضد تنظيم الدولة في سوريا، مشترطة وجود تحرك لإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الاسد. وجاءت الإجراءات التركية الاخيرة بعد تبادل إطلاق النار على الحدود بين مسلحي تنظيم الدولة والجيش التركي، بالإضافة إلى تفجير المركز الثقافي في بلدة سروج التركية. لكن حملة المداهمات في 19 مدينة تركية تشير إلى وجود معلومات لدى جهات الامن بشان متطرفين يعيشون على الاراضي التركية. والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لم تتحرك انقرة من قبل ضدهم؟. فلطالما اتهمت المعارضة التركية حكومة حزب العدالة والتنمية بغض الطرف عن عبور المتشددين إلى سوريا من اجل الانضمام إلى التنظيمات المتطرفة هناك وعلى راسهم داعش. وافادت تقارير صحفية محلية باستقبال مستشفيات تركية لعناصر تنتمي لتنظيم الدولة من اجل العلاج من إصابات المعارك، وهي اتهامات رافقها انتقاد إقليمي ودولي للتردد التركي حيال داعش. وما يلفت النظر في التصعيد التركي المفاجئ هو وضع المسؤولين الاتراك، ما وصفوهم بالمتشددين الاكراد واليساريين في ذات الخانة مع داعش. وفي احدث تصريح له قال رئيس الوزراء التركي، احمد داوداوغلو، إن انقرة "لا يمكن ان تقف على الحياد، في وقت يستهدف فيه الاكراد واليساريون وتنظيم الدولة تركيا". ونفذ سلاح الجو التركي غارات استهدفت مواقع في شمال سوريا، وهي منطقة يتقاسم السيطرة عليها تنظيم الدولة وحزب الاتحاد الكردستاني. وحارب هذا الحزب عبر ما تسمى بوحدات حماية الشعب الكردي تنظيم الدولة في كوباني وبلدات محيطة وبات يسيطر على جانب هام من الحدود مع تركيا. ولدى حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا علاقات وطيدة بحزب العمال الكردستاني، المصنف كمنظمة إرهابية في تركيا. ويسيطر الاكراد على ثلاثة قطاعات معزولة وهي عفرين في شمال غرب سوريا وكوباني في شمال الوسط والجزيرة في شمال شرق البلاد. ووسع الحزب الكردي من مناطق نفوذه ليشمل 60 ميلا من الاراضي الواقعة تحت سيطرة داعش بين قطاعي الحزيرة وكوباني. واقام منطقة نفوذ يبلغ طولها 250 ميلا. وبحسب الباحث في معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى سونر كاغبتاي، فإن انقرة "تخشى الآن من ان يقرر الحزب الربط بين القطاعات الثلاثة من خلال التحرك اكثر نحو الغرب والاستيلاء على اراض بين منطقتي اعزاز وجرابلس" التي يسيطر عليها تنظيم الدولة. وراى كاغبتاي في تقرير نشره المعهد على موقعه الإلكتروني ان "تركيا تريد استباق تنفيذ الاكراد طوقا محتملا على حدودها". ويفسر ذلك إعلان تركيا عزمها فرض منطقة حظر طيران على شريط حدودي داخل الاراضي السورية، وهو ما سيمنع الطيران الحربي السوري من التحليق فوقها. ومن المتوقع ان تتيح هذه المنطقة مجالا آمنا لمقاتلي المعارضة السورية، مما يجعل منها نقطة انطلاق ضد كل من تنظيم الدولة والنظام السوري. ومن ناحية اخرى، فإن تقوية المعارضة السورية سيحول دون امتداد نفوذ الاكراد في هذه المنطقة. لكن هذه التوقعات ستحددها بشكل كبير طبيعة وحجم العمليات التركية خلال الايام المقبلة. .