أى نعم... كننننتتت أتمنى أن يوفق مرسى فى مهمته، على الرغم من أنه ترشح بغدر، وأديرت حملته الانتخابية بكذب، ونجح بتسول وابتزاز النبلاء فى هذا الوطن، فإن المنافس كان فلوليا وعرا، وكنت أرغب فى أن نتجاوز كل ما فات، رغم آلامه، وأن نقدم على ما سيأتى فى محاولة لتصحيح أخطاء الماضى. وعلى الرغم من رغبتى فى إسقاط أحمد شفيق، فقد كان نجاح أحمد شفيق -إن نجح- إهانة بالغة فى حق الثورة، وفى حق الشعب المصرى، وباعث قوى على الإحباط، وكما يعلم الجميع الثورة مستمرة، ونحن نحتاج إلى وقود أمل يدفعنا إلى الاستمرار. بينى وبينكم، ألا قد وقعت الإهانة، ونفذ سهم الحزن بمجرد صعود كلا المرشحين: مرشح الفلول ومرشح الإخوان. كده يا شعب؟ الناس تبذل دماءها وأعينها وحريتها وأمنها فى سبيل الثورة والشعب الذى يريد إسقاط النظام، فإذا بالناخب المصرى يصعّد قوى النظام البائد والقوة الإصلاحية التى خانت الثورة فى وقت مبكر جدا إلى الدور النهائى؟ حقيقة إن نسبة المشاركة كانت ضعيفة، وكان المقاطعون الأغلبية، وحقيقة أن التفاوت بين المرشحين كان ضئيلا، وذهبت إلى غير رجعة النسب السيريالية: 99.99%، وحقيقة أن الجماعة الإصلاحية خسرت ثلثى مؤيديها بعد ثلاثة أشهر من أدائها السىئ فى البرلمان، لكن.... شفيق؟ شفيق اللى علاقته بالمشير زى علاقة لميس الحديدى بعمرو أديب وبيطلع رجولته فى الدولاب ومبرررررررة؟ ليه كده؟ طب إذا كنتم تريدون تصويتا عقابيا ضد الإخوان، لماذا لم تصوتوا لعمرو موسى؟ ثم من الذى كان انتخب الإخوان بالأساس؟ ولماذا الاستهتار بانتخابات أتت على دماء الشهداء تمامًا كما تم التعامل مع البرلمان باستهتار أتى على الدماء والأوجاع؟ ولماذا لا يتلفت الناس إلا إلى القوى الاستبدادية القاتلة أو القوى الخائنة بوصفهما طرحين لا ثالث لهما؟ المهم، دشن البعض حملة: أعصر على نفسك لمونة، ولم يستح الإخوان من الترويج لحملة «أعصر على نفسك لمونة وانتخب مرسى»، وفجأة، أصبحت قوتنا فى وحدتنا، بعد أن كانت النصيحة الإخوانية الدائمة: موتوا بغيظكم. أقدم البعض بتردد على دعم مرسى وطلبوا ضمانات، وذهب نفر من الشباب للاجتماع بقيادات الإخوان، فقالها لهم حسن مالك بلا مواربة: مش حنديكو ضمانات، وإنتو مايتخافش منكو، إنتو عندكو أخلاق، آخركو تقاطعوا مش ممكن تنتخبوا شفيق. بدأ شباب الجماعة فى ممارسة نوعا رديئا جدا من أنواع الابتزاز الذى لا يصوت لمرسى بالمقاطعة أو الإبطال سيحمل من دماء الشهداء، لأنه يسهم فى نجاح شفيق. وأنا بعيد عنك ابتزازى العاطفى يتم بمنتهى السهولة، بمجرد أن تقول: أنت السبب... فأقتنع تماما أننى السبب وأبحث عن حل أصحح به خطأى الفادح فى إفساد الكون، وثقب الأوزون. ده مرة واحد قاللى: انت اللى بوظتى الثورة.. سهرت طوال الليل أضع خطة لتصحيح ما «بوظت»، ونجحت تماما فى وضع هذه الخطة... وبالطبع لم ينفذها أحد، لأن الثورة لا تسير على هواى، والناس لا تطيعنى، فلمع فى ذهنى: الله، ده أنا ما بوظتش الثورة ولا حاجة.. ما الناس مابتسمعش كلامى أهو.. الحمد لله. المهم يا سيدى لما أنت، لا أخفيك سرا، فقد فكرت لوهلة أن أعصر على نفسى ليمونة حتى لا «أبوظ الثورة» بسبب حملات الابتزاز العاطفى، بمجرد أن فكرت فى أن أعصر على نفسى ليمونة، لسبب مجهول ذهبت يدى إلى اللابتوب لأستمع إلى أغنية: «أنا اللى هتفت سلمية».. واسمعها وأعييييييييييط وأتخيل نفسى وأنا أصوت لمرسى، وأعيييييييييط، حتى انتابنى إحساس الفتاة التى تتزوج من شخص تكرهه، لأن والدها فى الإنعاش وزواجها من ذلك الشخص سيحسن صحته كما أوهمتها والدتها. مش قادرة يا ناس.... يا نفيسة مش قاااااادر يا نفيسة. بعد أن قضيت يوما كاملا، لا أفعل شيئا سوى الاستماع إلى الأغنية. (وقد كتبت هديل عبد السلام هذه الأغنية عقب أحداث مجلس الوزراء مباشرة، وكانت موجهة إلى العسكر والإخوان: ويسقط كل من خانوا ويسقط كل من هانوا ويسقط كل من وقفوا فى وش جيل بيتحرر، ويسقط كل من ضربوا ويسقط كل من قتلوا ويسقط كل من شطبوا سطور فى تاريخ بيتسطر)، وقضيت اليوم كاملا لا يرقأ لى دمع ولا يسكن لى جفن، قلت: وأنا باعمل فى نفسى كده ليه؟ والله مقاطعون... هى شربة؟ لكننى حين سمعت خبر فوز مرسى على المقهى، احتضنت أحد الأصدقاء من فرط السعادة، يلا خلى توفيق عكاشة المريض ينبسط، وظللت أصفق وأهتف: يسقط يسقط حكم العسكر، فرحا بسقوط مرشح العسكر.