إيكر كاسياس: القديس وحامي عرين الريال والمنتخب الإسباني استحق عن فعل لقبه لأنه قدَم في هذا اليورو أداءاً أسطورياً بالنسبة لحارس مرمى، وببساطة ومن دون أن يحتاج للتألق فقيمة كاسياس كانت ثابتة وعلى مدار الأعوام العشرة الماضية كواحد من أفضل حراَس المرمى في العالم، وحتى في التاريخ. أندرياس إنييستا: لو كان انييستا يلعب في أي فريق غير برشلونة لكان بالتأكيد اعتبر نجم الفريق الأول ولكان نافس بضراوة على جائزة الكرة الذهبية لو فاز ناديه بالألقاب حينها، ولكن القدر شاء أن يعيش هذا الشاب الموهوب جداً بظل نجومية الأسطورة ليونيل ميسي ببرشلونة(مما يعني أي فوز لبرشلونة بالألقاب سيعطي الجوائز الفردية لميسي فقط)، لكن إنييستا أظهر مع برشلونة والمنتخب الإسباني دائماً أنه لاعب كبير وكبير جداً، لا بل أنه وبكل تأكيد من أفضل 5 بالعالم حالياً، وهو ما بدا واضحاً في اليورو حيث فاز باللقب وبجائزة أفضل لاعب. سيرجيو راموس: راموس وما أدراك ما راموس، لاعب متعدد الاستعمالات وبغياب كارفاليو مع الريال والآن بويول مع المنتخب، استطاع أن يثبت أنه يستطيع تقديم الكثير بمركز قلب الدفاع وليس فقط كظهير أيمن، قائد للخط الخلفي بكل ما للكلمة من معنى، سريع، حيوي ولا يوجد لاعب بالعالم لا يستطيع هذا المدافع مراقبته واحتوائه وهو الذي نجح في الحد من خطورة نجوم من عيار، بالوتيلي، رونالدو وغيرهم بهذه البطولة. سيسك فابريجاس: سيسك مع برشلونة مجرد نجم آخر، لكن هل لك أن تتذكر عزيزي القارئ ماذا كان يعتبر هذا اللاعب في أرسنال، للتذكير فهو كان نجم الفريق الأول وأصغر قائد بتاريخ المدفعجية، حتى أن الأمر وصل بالكثير من مشجعي النادي اللندني العريق لاعتباره واحد من أفضل من مر على ارسنال بكامل تاريخ النادي الكروي الكبير، فنعم فابريجاس موهبة كبيرة جداً وبالنظر إلى تشكيلات باقي المنتخبات الأوروبية الكبيرة فمعظمها يمتلك لاعب أو كحدٍ أقصى لاعبين من طينته بخط وسطها، لذا فبمجرد أن يكون مجرد نجم بين نجوم اللافوريا روخا يعبر عن مدى قوة الخيارات التي كان يمتلكها ديلبوسكي. تشابي ألونسو: مايسترو خط وسط الريال وليفربول السابق، تشابي شيء كبير فعلاً فعلى مدى السنوات القليلة السابقة دائماً ما شكل قيمة ثابتة كأحد أفضل لاعبي الإرتكاز-صاتعي اللعب من الخلف في العالم فكثيرين تألقوا وأتوا ورحلوا إلا هو فبقي الثابت الوحيد على مدى كل هذه السنوات، ولا يجب أيضاً أن ننسى كيف كان يعامل هذا اللاعب بليفربول على أساس أ،ه القائد الثاني للفريق بعد جيرار وكيف بكى مشجعي العملاق الأحمر لدى تركه للنادي. ديفيد سيلفا: من جديد فنحن بصدد الحديث عن لاعب من طراز عالمي كبير جداً، فالجميع يعرف مدى نجومية وامكانيات سيلفا الكبيرة جدً مع بطل إنجلترا مانشستر سيتي وكيف يعتبر القلب النابض وأحد أهم الرموز بالنسبة لعشاق النادي، حتى أن الكثيرين اعتبروه أفضل لاعب وسط بالدوري الإنجليزي متفوقاً على أسماء من العيار الثقيل جداً، فساحر المنتخب الإسباني يعيش أحد أفضل فترات مسيرته وليس بعيد أبداً عن مستوى انييستا وتشافي وباقي عمالقة اسبانيا. تشافي هيرنانديز: أسطورة، رمز، أفضل لاعب بتاريخ إسبانيا(حسب استفتاء رسمي اسباني) وأحد أفضل صانعي اللعب بالتاريخ، يحتار المرء بالفعل عندما يريد التكلم عن أنشتاين الكرة الحديثة تشافي هيرنانديز فهو وحتى مع تقدمه بالعمر وتراجع مستواه بعض الشيء، إلا أنه يبقى أحد أجود اللاعبين بالعالم، ولاعب مؤثر جداً بعملية حسم المباريات الكبيرة، وإن كنت لا تصدق فأنت بالتأكيد لم تشاهد نهائي اليورو حيث تحكم مايسترو أسبانيا بمنتصف الميدان كما يريد وفرض النسق الذي يناسب زملائه طوال المباراة، وكان بالفعل أحد أبرز اللاعبين الذين جعلوا سحق إيطاليا والفوز باللقب الغال يبدو شيئاً سهلاً جداً. تنويه خاص... وهنا لا بد من الذكر أن الدفاع الإسباني بالذات قد فاجأني وفاجئ الكثير من المراقبين بالبطولة، فهذا الخط الذي كان يعتبر أحد أضعف خطوط اللافوريا روخا بالبطولة ودفعني كما الكثيرين لترجيح كفة الألمان للفوز باليورو، هذا الدفاع بالذات تحوَل فجأة لدفاع حديدي ولنقطة قوة اساسية للمنتخب الأحمر، حيث لم ينجح المنافسين إلا باختراقه لمرة يتيمة في كامل البطولة، وكان لافتاً بشكلٍ كبير جداً تألق ألبا وعودة الروح إلى بيكيه وحتى أن أرببلوا المهزوز رفقة الريال قدم يورو جيد جداً، والحديث بالذات عن الأداء الجيد لهؤلاء الثلاثة يأتي باعتبار أن التألق الشديد لراموس وخصوصاً كاسياس كان متوقعًأ نظراً لقيمة هذا الثنائي الكبيرة مع ريال مدريد والمنتخب وبالأخص أن مستواهما كان ثابتاً وقوياً طوال الموسم(عكس بيكيه الذي فشل وبشكلٍ مستغرب بالتألق هذه الموسم مع برشلونة). خلاصة... وبالنظر لقيمة الأسماء التي ذكرتها وبالمقارنة مع باقي المنتخبات التي تكون محظوظة لو تواجد 2 أو ثلاثة من قيمت هؤلاء اللاعبين بصفوفها بينما إسبانيا تمتلك 7 نجوم على أعلى مستوى، فهذا يظهر كيف أن هذه الأسماء هي السبب الرئيسي لفوز إسبانيا باللقب الأوروبي الكبير، وبأنه ومع كامل الاحترام لديلبوسكي(الذي لم يتوَفق بإدارة فريقه فيها وهذا أمر إعتيادي ولا ينتقص أبداً من قيمته وامكانياته المعروفة لكن وكما هو معروف فلكل حصان ومهما كان أصيلاً كبوة)، فهو وبهذه البطولة بالذات ربما كان أحد العناصر السلبية التي وقفت أمام تألق هذه الأسماء بشكلٍ أكبر بالبطولة، ولم يشكل أبداً الاضافة الكبيرة التي تحدثت عنها الصحافة العالمية فقط بسبب انذهالها بسحق الطليان في النهائي، فهل للقارئ رأيه الخاص بالموضوع؟