دفعت نهى العمروسي ثمن تخلف المجتمع الذي ظلمها من جديد، وحكم عليها أحكاماً مسبقة وجهز لها تصنيفاً معلباً لوضعها فيه، حاملة معها وزر نوعها، ووزر مهنتها، ووز ثقافة الناس الضحلة التي جعلتهم يؤكدون عليها تهمة لم تكن أبداً لتدينها، مستغلين ملامح شكلها التي لم تأت على "مزاجهم". ولكن نهى العمروسي التي ظلمتها الشرطة من اسبوعين وأكثر بالقبض عليها بدون دليل على تهمة تكاد تكون ملفقة، تعرضت لمهانة مختلفة الأبعاد، وتعرض الأمر لسمعتها ولبيتها، وأثر على صحتها أيضاً التي لم تكن بخير حال من قبلها، وهو السر الذي اضطرت الفنانة المحترمة للكشف عنه، في محاولة أخيرة للدفاع عن نفسها، وتحت ضغط مجتمعي لا يرحم، ولا ينفك هو الآخر عن تلفيق التهم بغير حق. كشفت نهى العمروسي بكل شجاعة عن السبب وراء تغير صوتها وشكلها في السنوات الأخيرة، حينما وجه لها الإعلامي وائل الإبراشي سؤالاً على غير استحياء، كشف فيه عن سبب تصديق الناس لتهمة تعاطيها المخدرات، بسبب أن ملامحها وصوتها يعطون انطباع التعاطي، فقالت نهى : سأضطر للكشف عن السبب الحقيقي وراء ابتعادي عن التمثيل، وهو سبب طالما أخفيته لأني لا أميل للاستضعاف، فأنا مصابة بمرض الغدة الدرقية الذي كانت مصابة به السيدة ام كلثوم، وهو المرض الذي اضطرها لارتداء النظارة السوداء لفترة كبيرة، بسبب ان أعراض هذا المرض تتسبب في تكوين دهون خلف العين تدفع العين للجحوظ، وقد أجريت عمليتين جراحيتين من قبل للتخلص من هذه الدهون إلا انها تعود للتكون مرة آخرى، أما بالنسبة لصوتي، فمرض الغدة الدرقية يتسبب في تغليظ الصوت، وفي الواقع انا صوتي فيه "بحة" من البداية. وتابعت نهى : لقد شاهدت من قبل حتى أزمتي الأخيرة، تعليقات لناس على بعض صوري أفصحوا فيها عن تصوراتهم عني وأنني مدمنة بسبب شكلي، ولكن في الواقع أنا مصابة بالغدة الدرقية. ولم تخف نهى أن اتهام الناس لها بشكل غير مباشر بالإدمان بسبب مظهرها، كان يؤثر فيها نفسياً، ولكنها أكدت في السياق نفسه أنها لا ترى نفسها مضطرة للتفسير والتبرير في كل مرة تتعرض فيها للسؤال عن شكل عيونها! الملفت في قضية نهى، والذي أثبت ضعف موقف مباحث قصر النيل، هي المواجهة التي صنعها فريق إعداد برنامج الإبراشي على الهواء، بين نهى وبين رئيس مباحث غرب القاهرة، الذي قام بعمل مداخلة هاتفية بغرض تبرير الحادثة، فحكى للإبراشي تفاصيل تعاكس حقيقة الموقف الذي كانت العمروسي بطلة فيه، حيث برر القبض عليها وما تعرضت له بأن القانون يقتضي القبض على كل من كانوا في أي مكان مهيء للتعاطي، وكانوا على علم بذلك، وقال ان الفنانة كانت تجلس على مكتب صاحب الجاليري المتهم بالتعاطي! فقاطعته العمروسي لتؤكد له أنها كانت في طابق منفصل عن مكتب صاحب الجاليري، وأن أمر علمها حتى بتعاطيه يعتبر مستحيلاً كون المكان مكون من أربع مستويات مختلفة، ومن الصعب أن يكون أي زائر للجاليري على علم بما يجري في بقية المكان، خصوصاً إذا كانت زيارته للمكان مصادفة، وهو الأمر الذي لم يستطع رئيس المباحث الرد عليه، ولا حتى بالاعتذار، وأكمل مداخلته محاولاً التحدث في الأجزاء القانونية التي تجيز للمباحث ما فعلته بالفنانة وآخرون أبرياء. الملفت هنا في مواجهة نهى لرئيس المباحث، إلا أنه رغم الاستفزاز الذي تعرضت له، إلا أنها أصرت في نفس المواجهة على أن تعلن عن ثقتها في القضاء والنيابة ونزاهتهما. في الحين الذي بدا فيه مقدم البرنامج موارباً جداً ومرتعشاً في طريقة مناقشته للقضية، خشية إغضاب او استفزاز المصدر النيابي الذي كان ضيفاً عبر الهاتف.