اخبار الان عند ذِكر كلمة «حروب» أو «قوات أمريكية» فى قواعد «الشر» المعروفة بالقواعد الأمريكية فى قطر، قد يتبادر إلى الذهن حجم الموت وعدد القتلى الذين يسقطون ضحايا للوجود العسكرى الأمريكى فى دولة يفترض بها أنها «عربية»، لكن ما من أحد يتوقع أن تكون حياة الجنود الأمريكيين فى القواعد العسكرية الأمريكية فى قطر موزعة ما بين حمامات سباحة وتدليك وشرب خمور ورفاهية لا تتناسب مع الخراب الذى تنشره تلك القواعد من حولها. اخبار الان رأت القيادات العسكرية الأمريكية أن الجنود الأمريكيين فى مناطق الحروب وفى القواعد العسكرية البعيدة عن موطنهم مثل «العُديد» و«السيلية» فى قطر - يتعرضون لضغوط كبيرة، لذلك أنشأت السلطات الأمريكية برنامج أطلقت عليه «R&R»، وهو يوفر كافة سبل الترفيه للجنود الأمريكيين الموجودين فى مناطق الحروب، وكان مركز تطبيقه فى قاعدة «السيلية» العسكرية، قرب الدوحة. اخبار الان مظهرها الخارجى من أسوار محصنة ورشاشات لحمايتها، لا يوحى للمشاهد من الخارج أن هذه القاعدة قد تحتوى على أى مظهر من مظاهر الترفيه، ووفقاً لبعض التقارير الأمريكية الصادرة حول برنامج «R&R» فإن هذا البرنامج منذ إنشائه خدم ما يقرب من 200 ألف جندى أمريكى. اخبار الان وذكر موقع «stripes» الإخبارى الأمريكى أن البرنامج كان يتيح للجنود المقاتلين المشاركة فى أنشطة ترفيهية، مثل لعب «البولينج»، واستخدام حمامات السباحة، إضافة إلى سباقات السيارات والجولف، ويتضمن خروج الجنود فى رحلات خارج المعسكرات لممارسة رياضة «التزحلق على الرمال»، والذهاب للتسوق وممارسة الغوص وصيد الأسماك وغيرها من النشاطات الترفيهية. إلا أنه بعد سحب القوات الأمريكية من العراق وقلة عدد القوات الموجودة فى أفغانستان، ضعف الإقبال على هذا البرنامج، ما دفع السلطات الأمريكية إلى إلغائه. اخبار الان أما موقع «weekend America» فنشر تقريراً مفصلاً عن أحد الجنود الأمريكيين الذى كان موجوداً فى العاصمة العراقية بغداد، يحكى فيه تجربته مع برنامج «R&R» الذى طُبق عليه فى ذلك الوقت. ويروى الجندى الأمريكى أنه فى عام 2004، وبعد تطبيق برنامج «R&R» الترفيهى، سُمح له مع مجموعة من الجنود والبحارة والطيارين ومشاة البحرية بالذهاب إلى قطر للاستمتاع ببرنامج "R&R»، مضيفاً أن مدة الاستراحة كانت 4 أيام. ويبدأ أورلى هالبيرن، الجندى الأمريكى الذى كان يخدم فى العراق، رحلته إلى قطر، ويقول إنه فى اليوم الأول من إجازته وصل إلى قاعدة السيلية، وبدأ هو ورفاقه فى الاحتفال عن طريق لعب البلياردو والرقص على أنغام الأغانى الأمريكية التى لم يسمعها منذ وقت طويل، فلم تسمع أذناه منذ فترة كبيرة سوى أصوات الطلقات النارية والقنابل، كما احتسوا المشروبات الكحولية. أما اليوم الثانى من الإجازة، فبدأه «هالبيرن» فى قاعة «تشاو» وهى قاعة الطعام الرئيسية فى قاعدة «السيلية»، ثم توجه إلى صالة الألعاب الرياضية الموجودة بداخلها، وبعدها اتجه إلى حمامات السباحة، ولم يكن هناك وقت فى إجازته التى تمتد 4 أيام ليُضيعه فاجتمع مع مجموعة من زملائه على حلبة الرقص، ثم خرج لمشاهدة فيلم فى السينما. ويروى الجندى الأمريكى أن القاعدة أيضاً كانت تحتوى على غرف «ساونا» وغرف خاصة لتدليك الجسم والوجه، ليست للمجندات فقط لكن للرجال أيضاً. أما فى اليوم الثالث، فانطلق «هالبيرن» مع مجموعة من زملائه فى المعسكر ويرافقهم مرشد سياحى إلى خارج المعسكر للتعرف على معالم «الدوحة» التى تقع القاعدة العسكرية قربها، وأضاف: «هنا يمكن للجندى أن يذهب للتسوق أو للتزحلق على الرمال أو ركوب الإبل أو قارب فى إحدى البحيرات». ويروى «هالبيرن» عن أحد أصدقائه، الذى يخدم فى العراق منذ ما يقرب من 20 عاماً، إنه فى الفترة التى كان يوجد فيها بالدوحة، نظم هو وأصدقاؤه سباق «رالى» باستخدام سيارات الدفع الرباعى، وتلا ذلك حفل شواء على الشاطئ. وفى اليوم الأخير من إجازة الجندى «هالبيرن»، الذى يخدم فى بغداد، يروى أنه كان يشعر باكتئاب شديد لانتهاء الإجازة سريعاً. بواسطة: Mahmoud Aziz