قالت الفنانة الكبيرة سيدة الشاشة العربية، فاتن حمامة، ل«الوطن»: «أنا محبطة مثل كثير من المصريين، وأشعر بالخوف على المستقبل، فالكل يتصارع على مصالح ضيقة، ولا أحد يعبأ أو يهتم بصالح الوطن، وأندهش من حالة الخناق المتواصل، التى ما إن تتوقف حتى تبدأ من جديد، نحتاج إلى الهدوء حتى نستطيع بناء مصر من جديد». وواصلت الفنانة القديرة: «ما يؤلمنى هو الانشغال بالماضى والالتفات للخلف، رغم أن المنطقى أن ننظر إلى الأمام، ونثق فى أننا لن نعبر محنة التغيير إلا بالوحدة والاتفاق على هدف واحد، وكلما زادت الخلافات، اتسعت الفجوة بين الناس». ومن المعروف أن سيدة الشاشة العربية، التى ملأت الدنيا فناً وشغلت الناس بإبداعها، لا تتكلم كثيراً، وتكتفى بتأمل الأحداث وقراءة تفاصيلها بعين ناقد، منحه الزمن سر الحكمة. وعن صوتها فى انتخابات الرئاسة، قالت: «صوتى لن أبوح به لأحد، حتى لا يؤثر ذلك على إرادة الناخبين، وأتمنى أن يحتفظ الجميع باختياره، ولا يكشف عنه إلا فى صندوق الانتخابات، وأعرف جيداً أن الناس فى حيرة كبيرة، والمستقبل يحمل مخاوف كثيرة، لكن مصر محروسة بإذن الله». وعن المخاوف من اندلاع مظاهرات مليونية للإطاحة بالرئيس الجديد، قالت: «بكل تأكيد هناك مخاوف من أن يأتى رئيس جديد يرفضه فريق من الناس، ويلجأون للاعتصام للإطاحة به، لذا أرجو أن نحترم نتيجة صندوق الانتخابات مهما كانت، فالديمقراطية تعنى احترام إرادة ورغبة الناخبين». وأضافت: «نفسى اللى يحكم مصر يكون قوى، علشان يوقفها على رجليها، وأن يمتلك عقلية مستنيرة ويقدر قيمة العلم، حتى يستطيع تصحيح الأوضاع الخاطئة التى حدثت، ويعيد الاستقرار من جديد». أما عن رأيها فى الثورات العربية، فقالت: «الثورات العربية ليست مؤامرة كما يحاول البعض الترويج لهذه الفكرة، وهى من وجهة نظرى عدوى البحث عن الحرية، فالشعوب العربية عانت كثيراً من قهر الحكام، كما عانت من ظروف حياتية سيئة، لذا كان من الطبيعى والمنطقى أن يخرج الناس للمطالبة بالحرية التى غابت عنهم سنوات طويلة». وعن تأثير الفن فى الواقع السياسى، قالت: «ما يحدث الآن فى مصر والعالم العربى كبير، ولا أعرف هل يؤثر الفن فى الواقع أم لا، لكنى أثق فى أن الفن الجيد الذى يحمل رسائل ذات مضمون يساهم فى تفتيح وعى المتلقى وتوسيع مداركه»، وعلقت على ما تردد عن احتمال عودتها للسينما، أو تقديم برنامج إذاعى فى رمضان المقبل، قائلة: «بصراحة شديدة أنا مش قادرة أعمل أى حاجة، ولو سألتنى عن أهم شىء يشغل بالى الآن سأقول (مصر)، فأنا مهمومة بوطنى، وأدعو الله أن يعبر محنة التغيير بسلام».