شيكابالا الاهلى الزمالك لشبونة تابعت الجماهير المصرية المهتمة بكرة القدم أزمة انتقال محمود عبد الرازق شيكابالا، إلى صفوف سبورتنج لشبونة البرتغالي، وكيف تعثرت الصفقة في اللحظات الأخيرة وتبدل السيناريو 1000 مرة في الدقيقة ما بين نجاح وفشل، شاهدنا شيكابالا وهو يتحدث بمرارة عبر التلفزيون ويتوسل ناديه وأصحاب القرار قبل غلق باب القيد بساعتين فقط. تابعنا جميعاً كيف تحدث عبد الرحمن مجدي وكيل النادي البرتغالي عن الصفقة والعد التنازلي يقترب من النهاية على طريقة كرة السلة، ومناشدته لرجال الإعلام بالوصول لمسؤولي الزمالك من أجل ارسال البطاقة الدولية، حتى انتهت الأزمة في أخر 7 ثواني قبل اغلاق الباب في لحظات عصيبة للاعب الذي ضحى من أجل أن يلعب في الفريق العظيم الذي أخرج لويس فيجو وكريستيانو رونالدو وغيرهم من النجوم. ولكن أبرز ما في الأمر هو كم التعاطف الذي حظى به اللاعب من الجماهير عامة ومن جماهير الأهلي بضفة خاصة، نعم جماهير الاهلي تمنت بشدة أن يوفق الله اللاعب وينجح في الانتقال لصفوف الفريق البرتغالي، نعم جماهير الأهلي دعت من قلوبها للاعب أن ينال ما يُريد، ليس هذا لمجرد التخلص منه كلاعب موهوب في الفريق المنافس، ولكن لموقف جعل اللاعب من مكروه إلى محبوب من عدو إلى حليف، موقف سيتذكره التاريخ وسيقف عنده كنقطة مضيئة في تاريخ شيكابالا. في الذكرى السنوية الأولى لمجزرة بورسعيد التي توافق الأول من فبراير من كل عام، ذهب محمود عبد الرازق إلى النادي الأهلي لتقديم واجب العزاء ووقتها تبرع بربع عقده السنوي مع الزمالك والذي يُقدر بمليون ونصف المليون من العملة المصرية لصالح ضحايا المجزرة، في لافتة إنسانية لم تخرج من العتاولة أصحاب المليارات، لم تخرج إلا من إنسان يحمل في داخله الخير ويشعر بالأسى والحزن، رغم أن الجماهير الأهلاوية كثيراً ما شتمته وتعاملت معه بشكل غير لائق في طريقة مستفزة كثيراً ما أخرجت اللاعب عن شعوره وكانت بمثابة الطرق التي كانت جماهير الفرق المنافسة تتعامل بها مع صمويل إيتو مهاجم منتخب الكاميرون أثناء تواجده في برشلونة الإسباني. ولكن يشاء الله أن يكون نفس اليوم الأول من فبراير هو اليوم نفسه الذي ينتقل فيه اللاعب إلى الدوري البرتغالي بعد معاناة، لتكون المكافأة الأكبر على ما فعله اللاعب من خير من عامين دون انتظار مقابل، ولكن كما نقول دائما في مصر "اللي يعمل خير يلاقيه". شيكابالا.. كثيراً ما انتقدتك ولكني اليوم لا أملك إلا الدعاء لك من قلبي أن يُوفقك الله وتعوض ما فاتك من سنين ضاعت في الهباء وأن تفتح صفحة جديدة مع نفسك حتى تُساهم مع الفراعنة بمساعدة زملائك في الصعود لمونديال 2018. كلمة حق.. أعجبني جداً دور الإعلامي أحمد شوبير على قناة صدى البلد وزميله محمد عباس على النهار في مساعدة شيكابالا في أزمته.. هكذا يكون الإعلام الإيجابي.