كل ذنب محمد بركات أنه لاعب جاء في عصر محمد أبو تريكة، بركات لاعب كرة قدم فقط لا يستطيع اللعب خارج الملعب، فبقى كما هو لاعباً فقط حتى عندما قرر اعتزال كرة القدم، اعتزل وهو يحمل لقب اللاعب محمد بركات، عكس ما حدث مع زميل الدرب في المثلث الهجومي الأهلاوي محمد أبو تريكة. محمد بركات هو اللاعب الذي قضى فترة تألقه وتوهجه داخل جدران القلعة الحمراء، سجل الأهداف القاتلة وحقق البطولات والإنجازات الشخصية العديدة مثل لقب أفضل لاعب أفريقي في استفتاء شبكة الإذاعة البريطانية بي بي سي ورغم ذلك ظل كما هو في المرتبة الثانية خلف صائد الكاميرات والأضواء محمد أبو تريكة. نعم ظلم محمد أبو تريكة زميله بركات في الأهلي، ظلمه في الملاعب وظلمه بعد الاعتزال، في الملاعب تعامل الإعلام دائما مع أبو تريكة على أنه النجم الأوحد خلال السنوات الماضية ، فمثلاً عندما يُساهم بركات في تمريرة هدف لمحمد أبو تريكة، كان الإعلام "التريكي" يهتم فقط بإبداع وروعة تريكة في التسجيل، على عكس ما كان يحدث لو أن تريكة هو من كان صاحب تمريرة الهدف، فهنا يتحدث الجميع عن سحر التمريرة العبقرية الفولاذية اللولبيلة للساحر ولزيدان مصر ..إلخ إلخ من الكلمات التي طالما سمعنها وقرأناها، لتستمر أسطورة أبو تريكة وحده فقط. حتى عندما قرر بركات الإعتزال، اعتزل في هدوء دون تلاعب أو انتظار مظاهرات أو سماع كلمات، اعتزل دون أن يكتب أحداً مقالاً مؤثراً عن اعتزاله، دون أن نشاهد تقارير مصورة في كل البرامج عن نشأته وحياته وأصدقائه ومسيرته، وإن تذكره البعض خجلاً بعدما قاموا بوداع أبو تريكة خير وداع، بعدما تغنوا وبكوا وأنشدوا وتغزلوا في الماجيكو وهو بالطبع يستحق ذلك ولكن ليس وحده فقط من يستحق ذلك، فبركات نجم لم يأخد حقه مع الأهلي ومع الإعلام. ودعوا أبو تريكة ومازالوا يودعوه ويبحثوا تكريمه بشتى الطرق وتغافلوا شريك الدرب والنجاح وصانع الفرحة هو الآخر محمد بركات. كلمة أخيرة.. لو سألت أي مشجع زملكاوي.. أي قرار أسعدك اعتزال بركات أم تريكة، سيكون الجواب على الفور.. محمد بركات والتاريخ فقط من يُرجح ذلك.