تنتشر الأخبار والأنباء كل يوم لتتناول حياة أهل الفن من أعمالهم، تحضيراتهم، مشاريعهم وغيرها من الأمور والتفاصيل المتعلقة بالمهنة ولكن أصبحت هذه الأخبار أكثر انتشارا في المحطات الفضائية والصحف والإذاعات ومواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية وتتناقل أخبارا ليست على مستوى من الدقة أوالمصداقية كالطلاق أو الزواج أو اعتزال الفن أو خبر الوفاة أو الإصابة بمرض عضال، تندرج هذه الأخبار تحت بند "الشائعة" نظرا لكونها ليست ذات مصداقية. أما اللافت في هذا النوع من الأخبار أنها ازدادت في الآونة الأخيرة بشكل كبير بحيث تحول معظم نجوم ونجمات الدراما السورية إلى مادة دسمة لمثل هذه الأنواع من الأخبار نتيجة الأزمة التي تعيشها البلاد منذَ عام ونصف العام ما عدا عن الشائعات الأخرى التي لاعلاقة لها بالظروف والتي تتناول جوانب لاتتعلق بالوفاة أو المرض. تطل علينا شائعة وفاة بعض الفنانين بين حين وآخر دون أي سبب أو أي مقدماتٍ للخبر حيث باتت شائعاتُ وفاة الفنانين مسلسلاً لا ينتهى يتألف من أقسام كبيرة لكننا نجد أن عددا كبيرا من الفنانين تتجدد شائعات وفاتهم باستمرار من وقت لآخر نذكر منهم عادل إمام وفيفى عبده وصباح وجورج وسوف. النجم وائل شرف المعروف باسم "معتز" في مسلسل باب الحارة طالته الشائعات أيضاً حيث انتشرت شائعة تفيد تعرضه لإصابات خطرة خلال عبوره الحدود السورية التركية ولكن قامت على الفور نقابة الفنانين السوريين بنفي هذا الخبر جملة وتفصيلاً ليظهر هذا الفنان الشاب بعد مدة قصيرة في تشييعِ والده الفنان الراحل صبحي الرفاعي. تنتشر أخبار الوفاة بسرعة كبيرة ليسارع الصحافيون الى الاتصال بعائلة الفنان وذلك للتأكد من صحة الخبر أو من عدمه ما يؤدي الى اصابة الفنان بإحباط شديد وقلق كبير فى بعض الأحيان خاصة إذا كان هذا الفنان مسافرا فى هذا الوقت بعيدا عن عائلته وأصدقائه وبذلك تصيب تلك الشائعة قلق كبيرللمحيطين به. انتشرت شائعة وفاة الفنانة يسرا عندما كانت متجهة إلى أحد المهرجانات بالأقصر ما أدى الى اصابة والدتها بحالة شديدة من الهلع خاصة أن يسرا كانت وقت انتشارالشائعة فى الطائرة ولا ارسال في الجو وتساءلت حينها يسرا لماذا قد يفعلون هكذا بسيدة كبيرة ومريضة كما تسبب تكرار خبر وفاة الفنانة اللبنانية الكبيرة صباح إلى إصابتها بحالة نفسية سيئة للغاية والأمر نفسه حصل مع النجم عادل إمام الذى كان يستقبل خبر وفاته فى السابق بسخرية ولكن بعد ذلك أصبحت هذه الاشاعات تسبب له القلق لعائلته . من جهة أخرى طالت الاشاعات أيضا الفنانتان هبة نور ونسرين الحكيم بطريقة مختلفة اذ تمثلت هذه المرة بانتشار أخبار تؤكد زواجهما وارتباطهما بثريين عربيين، لتؤكد الفنانتان بعد ذلك عدم صحة الخبر عبر أكثر من لقاء صحفي وتلفزيوني . لم تتوقف الشائعات هنا بل استمرت لتطال أيضا الفنانة صفاء سلطان وارتباطها بالفنان طارق مرعشلي ولكنها نفة هذا الخبر هي بنفسها. لم تسلم الفنانة فيفى عبده أيضا من هذه الشائعات لينتشر خبر يفيد بوفاتها والغريب فى الشائعة انها ذكرت تفاصيل الوفاة كاملة لتقول إن الفنانة فيفي عبده قد توفيت بعد صراع مع مرض انسداد الشرايين نتج عنه إصابتها بأزمة قلبية دخلت على أثرها الى مستشفى الشروق في المهندسين ونقلت بعدها الى العناية المركزة. ومن المقرر أن يتم تشييع الجنازة في مسجد مصطفى محمود في المهندسين. والأغرب من ذلك والمضحك في الأمر أن هذا الخبر قد تضمن تصريحا للمنتج صفوت غطاس الذى أكد أنه سيتم تشييع جنازة الفقيدة في مسجد مصطفى محمود. ومن المؤكد أن من أطلق الشائعة اراد توثيقها بتصريح من أحد المنتجين حتى يصدقها الجميع. وعلمت بعدها أن الخبر مجرد شائعة لا يعرف من يقف خلفها وما سبب انطلاقها حيث إن الفنانة فيفي تتمتع بصحة جيدة وقد انزعجت عائلتها كثيرا من هذا الخبر وتساءلت ابنتها هنادى ما هو الدافع وراء تكرار مثل تلك الشائعة السخيفة باستمرار. لا تقتصر الشائعات التي تطال الفنانين والفنانات عند هذه المواضيع بل هناك شائعات تسمى "الشائعات الترويجية" والتي تتمثل بالحديث عن إسناد دور البطولة في عمل درامي أو فيلم ما. بالطبع هناك أمثلة واضحة ومتنوعة على ذلك ونذكر منها ما تم تداوله ونشره عن تأدية النجمة السورية سلاف فواخرجي دور البطولة مع الفنان عابد فهد في الفيلم السينمائي المصري "إسلام حنا"، من إخراج وتأليف صفي اليد حسن، ولكنها نفت ذلك مؤكدة أنها اشاعا فما جديد هذه الشائعات والفضائح والأسرار غير الموجودة أساسا ولا صحة لها ومن تطال بسهامها؟ ان وراء كل شائعة أسباب عديدة. السبب الأول يكون بهدف الإساءة للفنان وذلك من قبل من يريد تصفية حساباته معه وخاصة من زملاء في المهنة أو من فنانين ومنتجين ومخرجين. أما السبب الثاني فيكون بهدف استعادة الشهرة وتذكير الناس بحضور الفنان والفنانة بعد غياب عن الساحة الفنية لتكون شائعة الوفاة أو عرض اسم الفنان أوالفنانة لبطولة عمل ما رغم عدم صحة ذلك ليتم بعدها نفي هذه الشائعة من قبل الفنان نفسه ويكون اسمه مادة أساسية لعدد كبير من وسائل الإعلام وهكذا يكون قد تحقق الهدف المرجو. أما السبب الثالث فيتمثل برغبة عدد من وسائل الإعلام وخصوصاً التي تبحث عن شهرة كبيرة في ظل الزحمة الإعلامية بالتفردِ بخبر حصري يجذب الجمهور إليها، فيكون سبباً أساسياً بانتشار اسمها وتداوله نتيجة الشائعة التي قد تم نشرها. وفي ظل تطور وسائل الإعلام والاتصال إلا أن مواقع التواصل الاجتماعيّ خاصة "تويتر" "وفيس بوك" باتت تعد من الوسائل الأساسية لنشر الشائعات خصوصا في ظل غياب الرقابةِ على المضمون والمحتوى ومدى مصداقيته من غيابه وهذا ما تم رصده بشكل رئيسي بالنسبة للوسط الفني السوري والعربي بحيث كان موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" الوسيلة الأساسية لنشر الشائعات بشكل كبير.