في تطور سريع ومتلاحق لأزمة اغتيال المعارض محمد البراهمي، دعت الجبهة الشعبية بتونس في بيان لها إلى عصيان مدني سلمي وإضراب عام في كافة ربوع البلاد حتى إسقاط الائتلاف الحاكم. وقالت الجبهة في بيانها: "من منطلق مسؤوليتنا التاريخية ندعو الشعب التونسي بمختلف أطيافه وكافة القوى الحية لإنقاذ البلاد، واسترجاع الثورة إلى مسارها الحقيقي، وغلق الباب أمام أي فتنة الموت والخراب". كما دعت الجبهة في بيانها جميع القوى الوطنية إلى الدخول مباشرة في مشاورات لتشكيل حكومة إنقاذ وطني لتسيير أمور البلاد، ولإجراء انتخابات حرة وشفافة لمناخ سياسي سلمي خالٍ من العنف والإرهاب. ورثت الجبهة قياديها الراحل البراهمي، حيث قالت: "طالت يد الغدر الرمز محمد البراهمي، وهي نفس الطريقة التي اغتيل بها القيادي الراحل شكري بلعيد"، وأنحت باللائمة على الائتلاف الحاكم بقيادة حركة النهضة، مشيرة إلى أن سياسة الائتلاف تدفع البلاد نحو الانهيار، بفعل انتهاجه سياسية معادية للعشب التونسي، وذلك حسب زعم الجبهة. ----------------------------------------------------------- لمعارضة التونسية تتوحد داخل جبهة إنقاذ وطني ----------------------------------------------------------- تونس - أحمد النظيف قررت القوى السياسية التونسية المعارضة إثر انتهاء اجتماعها العاجل فجر اليوم الجمعة، تشكيل جبهة الإنقاذ الوطني، طارحة على نفسها مهمة إسقاط النظام القائم، وذلك على خلفية اغتيال القيادي بالجبهة الشعبية المعارضة وعضو المجلس التأسيسي محمد براهمي بعد ظهر أمس الخميس بالرصاص أمام بيته. وقالت جبهة الإنقاذ في بيانها التأسيسي "نحيي احتجاجات جماهير شعبنا وندعوها للاستمرار فيه والتظاهر والاعتصام السلميين في مقرّات السلطة المحلية والجهوية والاعتصام بمقر المجلس الوطني التأسيسي لفرض حلّه، حلّ هيئات السلطة المؤقتة المنبثقة عنه". وطرحت الجبهة على نفسها مهام عدة منها "تشكيل الهيئة الوطنية العليا للإنقاذ الوطني الممثلة للأحزاب السياسة ومكونات المجتمع المدني التي ستتولى، بالاستعانة مع خبراء القانون الدستوري، استكمال صياغة الدستور في حوالي شهرين يعرض على الاستفتاء الشعبي، تشكيل حكومة إنقاذ وطني محدودة العدد لا تترشح في الانتخابات القادمة متطوعة برئاسة شخصية وطنية مستقلة متوافق عليها تتخذ ضمن برنامجها جملة الإجراءات الاستعجالية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية وتعد لانتخابات ديمقراطية، نزيهة وشفافة". كما دعت الجبهة في بيانها قوات الجيش والأمن الداخلي إلى "احترام إرادة الشعب وحماية نضاله السلمي والممتلكات الخاصة والعامة"، على حد قولها. وتشكلت الجبهة الوطنية للإنقاذ من عدد من الأحزاب السياسية المعارضة على رأسها حركة نداء تونس الليبرالية كبرى أحزاب المعارضة، والتي تفوقت على حركة النهضة الحاكمة في آخر استطلاعات الرأي، والجبهة الشعبية المكونة من القوى القومية واليسارية وحركة تمرد الشبابية وعدد من الأحزاب الاشتراكية والتقدمية إلى جانب ستة عشر منظمة مدنية وحقوقية . ومن جانبه رفض العجمي الوريمي، عضو المكتب التنفيذي لحركة النهضة، في تصريح ل"العربية.نت" دعوة المعارضة إلى إسقاط الحكومة وحل المجلس التأسيسي والسلط المنبثقة عنه، واصفا إياها بالدعاوي العدمية الرامية إلى الالتفاف على الشرعية وعلى إرادة الشعب، على حد تعبيره. هذا وقال الوزير المستشار لدى رئيس الحكومة التونسية نور الدين البحيري في تصريح ل"العربية.نت" إن "الجهة المنفذة لجريمة اغتيال محمد البراهمي هي نفسها الجهة التي نفذت عملية اغتيال شكري بلعيد وستكشف الأجهزة الأمنية قريبا عن الفاعلين. " وأضاف البحيري "إن منفذي عملية اغتيال أرادوا اغتيال المسار الديمقراطي في تونس، وإعادة إنتاج المنظومة الديكتاتورية التي ذهبت مع نظام المخلوع، فهناك جهات تسعى إلى بث الفوضى لاستثمارها والتأخير في موعد الانتخابات وكذلك في موعد المحاسبة. " اعتصام الرحيل وميدانيا، شرع العشرات من الفصائل الشبابية المعارضة في نصب خيام الاعتصام أمام مقر المجلس الوطني التأسيسي في ضاحية باردو، تحت عنوان "اعتصام الرحيل"، كما شرع عشرات المعتصمين في التجمهر أمام مراكز السيادة في بقية ولايات البلاد رافعين شعارات إسقاط النظام . وكانت أحداث عنف قد اندلعت مساء أمس بين محتجين أمام وزارة الداخلية في شارع الحبيب بورقيبة ورجال الشرطة استعملت فيها الغازات المسيلة للدموع، واعتقلت فيها القوى الأمنية صحافيا كان بصدد تصوير الأحداث لتطلق سراحه بعد ساعات . ------------------------------------------------------------- إلغاء جميع الرحلات القادمة إلى تونس والمغادرة منها ------------------------------------------------------------- تونس - منذر بالضيافي أعلنت الخطوط التونسية في بلاغ لها تحصلت "العربية.نت" على نسخة منه، أنها قررت إلغاء كل السفرات التي هي مبرمجة كامل يوم الجمعة 26 يونيو/تموز الجاري. وقالت الشركة إن هذا الإجراء يأتي على خلفية إعلان الإضراب العام، الذي أعلنته المركزية النقابية الاتحاد العام التونسي للشغل، على خلفية اغتيال المناضل السياسي محمد البراهمي، عضو المجلس الوطني التأسيسي. وفي تصريح ل"العربية.نت"، صرحت سلاف المقدم، مديرة الاتصال والعلاقات الخارجية بشركة الخطوط التونسية، أنه تم إلغاء كل الرحلات المبرمجة ليوم الجمعة، وسيتم برمجة رحلات إضافية يوم السبت، وذلك بقصد تمكين كل الركاب من السفر نحو وجهاتهم بالتنسيق مع وكالات الشركة. من جهة أخرى، ألغت وزارة الثقافة كل الحفلات المبرمجة في المهرجانات الدولية والجهوية، وذلك إلى غاية نهاية شهر يونيو الجاري. وتم إقرار يوم حداد وطني يوم غد الجمعة، وسيخصص المجلس الوطني الجمعة لجلسة خاصة لمناقشة تفاعلات اغتيال البراهمي. هذا واتهم كل من الطيب البكوش الأمين العام لحركة نداء تونس، وحمة الهمامي القيادي في الجبهة الشعبية، ونجيب الشابي القيادي في الحزب الجمهوري، الترويكا الحاكمة بالمسؤولية عن اغتيال البراهمي، مطالبين بحل الحكومة الحالية والمجلس التأسيسي، وتشكيل حكومة إنقاذ وطني، كما دعا الهمامي إلى عصيان مدني حتى سقوط الحكومة وأدى اغتيال السياسي المعارض، شكري بلعيد، في السادس من فبراير/شباط إلى تفجر أسوأ أعمال عنف في تونس منذ الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي في 2011. نقلا عن البشاير